بحمد الله وتوفيقه بدأت فضائية الولاية الشمالية بثها التجريبي في الأيام الفائتة، وستبدأ بثها الرسمي المبرمج قريباً إن شاء الله، وهذا الإنجاز العصري الضخم هو ما كان ينتظره أبناء الولاية الشمالية في وطنهم الصغير الشمالية ووطنهم الكبير السودان وفي دول المهجر أينما وجدوا.
وتمتاز قناة الولاية الشمالية بخصوصيتها وطعمها الخاص، وتعتبر الولاية الشمالية هي أم ولايات السودان وأصل إنسان السودان، فالجذور النوبية نجدها في كل الأسر السودانية، ولهذا ستكون قناتنا في الولاية الشمالية هي النائب الأول لقنوات السودان، وبدء قناة الشمالية بثها يعني أن يتنسم أبناء وطننا في ولاياتنا الأخرى وشعوب العالم كله عبق التاريخ العريق لأعظم حضارة عرفت في العالم، ويدل على ذلك ما وثقه أجدادنا في آثارنا في حلفا وكرمة ودنقلا والخندق ومروي والبركل والبجراوية ونوري ، وستعمل القناة لترويج السياحة في الداخل والخارج حتى تعرّف الشعوب الأخرى بتاريخنا وحضارتنا التي عمرها أكثر من سبعة آلاف سنة والتي سبقت كل الحضارات كما أثبت ذلك علماء الآثار.
وتاريخ الولاية الشمالية ليس هو التاريخ الذي كتبه البشر بل هو تاريخ كتب في الكتب السماوية المقدسة وقد ورد ذكر سكان هذه الولاية وأبطالهم وعظمائهم فئ كثير من المواضع فئ الكتب المقدسة- وتاريخها وثقه الأجداد بالتماثيل وبالنحت على الحجارة الصلبة والصور والكتابة على الصخور في عصر لم تكن فيه وسائل للتوثيق متاحة ولم تعرف البشرية طرقاً له، ويا بشرى لأحفاد تهراقا وبعانخي والكنداكات وأحفاد (شايق، وبدير) ومن ساكنوهم واستوطنوا معهم من العرب ولكل أهل السودان ولكل المهتمين بالثقافة والتراث والآثار بافتتاح هذه القناة التي ستكون إضافة حقيقية وهامة لقنواتنا الولائية الأخرى بل ولقناتنا القومية، فهى قناة أم الولايات.
إن أبناء الولاية الشمالية هم أكثر أبناء السودان هجرة إلى خارج الوطن منذ قديم الزمان لضيق أرضهم التي قسموها على المستثمرين الأجانب الآن، ولهذا ستكون هذه القناة هي الأكثر مشاهدة في دول المهجر – ذلك لأنهم وإن فارقوا وطنهم الصغير الشمالية يظلون مرتبطين به ارتباطاً وثيقاً ويعاودهم الحنين إلى العودة إلى ولايتهم – يتغنون بها ولها ولا تخلو قصائدهم وأغانيهم على نغمات الطمبور من وصف بيئتهم التي هم أبناؤها – يذكرون النيل الذي هو حياتهم وحياة أجدادهم – وأرضهم وخصوبتها (أرض قرير وأعز الطين) ويتغنون للسواقي والجداول والجروف والنخيل والجريد والسبيط والعرجون والقمري والدباس والطيور – والتمور- ولعبد الرحمن بلاص أغنية إذا سمعها ابن الشمال ينتقل بروحه إلى ولايته وإن كان جسده في القطب الشمالي يقول مطلعها
يا تميرة المشرقي العند الزلومة
البقوقي دباسها بالجيهتين تحومه
الرطن قمريها حمت الناس النومة
ويذكرون في قصائدهم وأغانيهم وسائل النقل التي تقلهم من قراهم إلى اماكن أعمالهم في الولايات الأخرى والتي تعيدهم إلى قراهم من قطار ولواري وبصات وبواخر، إلخ ومن أغاني زكي عبد الكريم
بعيد يا أرقو نخلك بان
في شاطى النيل وقف ريقان
بي دمع الشوق بكيت فرحان
ثواني وأكون مع الحبان
بقلم/ سعيد دمباوي
الصيحة