تراجيديا “الشيخ في القاعة”

[JUSTIFY]
تراجيديا “الشيخ في القاعة”

*تراجيديا (الشيخ في القاعة) أوشكت أن ترتقي إلى دراما (السفارة في العمارة) ذلك العمل الدرامي المميز الذي حبس أنفاس الجماهير العربية ردحاً من الزمن.
*كان ذلك العمل الدرامي المبدع من بطولة العملاق عادل إمام غير أني في المقابل، لا أعرف على وجه الدقة من هو بطل تسويق مشهد (الشيخ في القاعة)، أعني تحويل حدث سياسي بامتياز يتعلق بحضور الشيخ حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي فعاليات خطاب السيد الرئيس بقاعة الصداقة بالخرطوم، تحويله لدراما متعددة المشاهد والسيناريوهات تعرض يومياً على خشبة الصحف الخرطومية.
*صحيح أن تلبية شيخ حسن لدعوة المؤتمر الوطني تعتبر حدثاً سياسياً ذا دلالات طاغية، غير أن القصة الأصل التي يفترض أن ترهق لها خيل الأفكار تتعلق بالحدث الذي أتى من اجله الشيخ، فمشهد ظهور الشيخ واحد من مشاهد جانبية عديدة تناثرت على قارعة المشهد الكبير، الذي يفترض أن نذهب طويلاً في قراءة حيثياته ومحاوره الأربعة الأصلية، وإمكانية التواضع حول رؤى السلام والاقتصاد والدستور والانتخابات.
*السيد أمين الاتصال التنظيمي بحزب المؤتمر الشعبي الأستاذ الأمين عبد الرازق، قد ذهب في تراجيديا (الشيخ في القاعة) بكلياته في إفاداته لهذه الصحيفة بالأمس، قال الأمين إن هذا الحضور الطاغي للشيخ قد خلف تدفقات هائلة من قيادات الوزن الثقيل إلى منزل الشيخ، وذهب الرجل إلى أكثر من ذلك (بأن حزبه سيكتسح إذا ما توافرت عناصر الحرية) ذلك على أثر تلك التدفقات التي أشار اليها، التي لم أعرف أنا شخصياً إن كانت لغرض رد التحية، أم لمبايعة الشيخ والمؤتمر!
*وكان الشيخ في دراما الأمين بمثابة (السبت)، على أنهم ينتظرون (الأحد) الذي هو (حزب المؤتمر الوطني)، فالشعب قدم السبت مقابل انتظار الأحد. والأحرى أن المؤتمر الوطني قد قدم (الجمعة) التي كانت بامتياز هي إطلاق سراح صحيفة (الشعب) ذلك دون قيد أو شرط كعربون مصداقية لتدشين مرحلة الحريات والتنازلات القادمة.
*غير أن السيد عبد الرازق، وفي إشارة أخرى في سياق حديثه، ربما كانت موجهة لاصدقائه في تحالف المعارضة، قال إن هذا لا يعني أننا قد تخليناعن سلاحنا القديم الذي هو (إسقاط الحكومة) وسشهره متى ما نكص المؤتمر الوطني عن تعهداته!…
*غير أن الذي لا تنطح عليه عنزان، هو أن هذه النقلة للشعبيين بمثابة (فراق الطريفي لي جمله)، مع قبيلة اليساريين، فلقد انتهت تلك المرحلة التكتيية التي أدارها بامتياز الكادر كمال عمر، انتهت إلى غير رجعة.. فالآن المسرح يتشكل من جديد.
*ولقد نعى شخصياً الأستاذ فاروق أبو عيسى رئيس تحالف المعارضة فقد المؤتمر الشعبي الجلل وبقية قوى اليمين، وهي تلتحق بتلك الليلة على عجل بقاعة الصداقة، ومن طرف خفي يقول أبوعيسى (حليمة عادت لقديمة)، كما لو أنه أسف على تصديقهم فرية تحالف اليمين.
*لقد قبض المؤتمر الشعب اليوم (ثمن صحيفة الشعب)، وينتظر غداً الأحد ليقبض الجديد، وفي المقابل سيقبض اليسار الريح طرباً مع الراحل وردي (وقبض الريح)..
*أتصور أن مرحلة الكادرين الباهظين المحامين كمال عمر والأمين عبد الراق قد انتهت تماماً والمرحلة القادمة هي مرحلة رموز في اعتدالية عبد الله حسن أحمد وآخرين.
*كما لو أني بالمؤتمر الشعبي يكتب البرقية الأخيرة لأصدقائه هؤلاء (شكراً لاستضافتكم لنا عبر هذه الفترة، ونتمنى لكم حياة سعيدة في ظل التحالف).
*مخرج.. والشيخ بعد دراما القاعة يمضي إلى تراجيديا (لقاء علي عثمان)، وهذا العمل الأخير من إبداعات المخرج السياسي المميز الشيخ أحمد عبد الرحمن فترقبوه..
تصبحون على خير

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version