نقطع رأسه !!

*لشعوري بالملل أمس عجزت عن الكتابة..

*فالملل يصيب الإنسان بشلل عقلي لا يقدر معه على التفكير..

*الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفكر فيه هو الملل نفسه..

*قلت فلأفكر- إذاً- في الملل عملاً بحكمة شيء خير من لا شيء..

*أجهدت ذاكرتي في استرجاع كلما أعرفه عن الملل..

*وفات علي أن شلل المخ يصيب الذاكرة ذاتها بما أنها جزء منه..

*لجأت إلى بعض كتابات أنيس منصور عن الملل..

*فهو أحد أبرع الذين يبسطون الفكرة مع النفاذ إلى جوهرها..

*لم تقنعني آراؤه حيال التخلص من الملل بدليل شعوري بالملل..

*بل تيقنت أنّه كتبها وهو( ذات نفسه) تحت تأثير الملل..

*ثم فرغ منها وهو ما زال في حالة ملله التي دفعته إلى الكتابة عنها..

*تركته وعرجت لبعض فلسفات الوجوديين عن هذه الحالة..

*فوجدتها مثل نصائح طبيب بعدم التدخين وسيجارته على فمه..

*تركتها وحاولت الهروب إلى خيالات من إعدادي ومونتاجي وإخراجي..

*فاكتشفت أنها لن تقودني إلا لمثل مسلسل (المهمة 56)..

*ثم أطلقت صيحة كما أرخميدس وطفقت أردّد (وجدتها وجدتها)..

*فمحاولة فهم الملل يمكن أن تتم عبر التفكر في أسباب ملل صديقنا وحيد..

*ملله من فيلم (تسري منزل) رغم ولعه بأفلام الهنود..

*فهو شاهد هذا الفيلم نحو (20) مرة – خلال شهرين – ثم امتنع..

*وحين سألناه عن السبب قال إنه (حفظه صم)..

*بل حتى فواصله الغنائية الراقصة قال إنه حفظها (رقصة رقصة)..

*فكل شيء فيه بات عنده مكرراً إلى حد (الملل)..

*والآن كل شيء عندنا مكرر بأكثر مما في الفيلم المذكور لدى وحيد..

*السياسات ، الوجوه ، الأخبار ، الخطب ، وحتى (الوعيد)..

*فإن كان يصعب تغيير العناصر الأربعة الأولى فعل الأقل الخامسة..

*يعني مثلاً نأخذ التهديد بالقطع الذي (يعجب) المسؤولين..

*فنحن حفظنا عباراته (صم) : نقطع يده ، نقطع لسانه ، نقطع أصبعه..

*إنه شيء مثل تكرار أحداث الفيلم الذي أصاب وحيد بالملل..

*فلتبق الوجوه كما هي ؛ والسياسات والأخبار والخطب..

*ولكن مسألة الوعيد والتهديد هذه مقدور عليها لجهة (تجنب التكرار)..

*و(تجنب) التكرار- ولو في هذه الجزئية – (يجنب) الناس الملل..

*أو يخفض من مللهم بمقدار هذا القدر الضئيل من (الرحمة)..

*فبعض (القليل) من التجديد فيه (الكثير) من عوامل طرد الملل..

*يعني بدلاً من الأعضاء (المحفوظة) نقترح عضواً جديداً..

*وليكن (الرأس) الذي هو مصدر الإحساس بالملل..

*أسعدونا بعبارة (سنقطع رؤوسكم !!!).

صحيفة الصيحة

Exit mobile version