وزير المالية السابق والنائب البرلماني على محمود، جدد دعوته للمواطنين بالعودة لتناول ( الكسرة )، وقال (نحنا قبيل شن قلنا، قلنا تاكلو كسرة)، وقال أن سعر قطعتين خبز أصبح جنيه واحد لجودة الخبز، مقارنة بما يأكله المواطنين في الجوار، وقال (أنتو بتاكلوا قمح على مستوى دول الاتحاد الأروبي).
السيد علي محمود كان قد أنكر أنه قال للمواطنين (أكلو كسرة) وذلك في مقابلة صحفية أجراها الزميل صلاح حبيب ونشرتها المجهر السياسي بتاريخ 18/8/2015م، وقال في ذلك اللقاء أنه خرج من الوزارة بمبلغ (42) ألف جنيه فقط، ورفض التعليق على قيمة منزله الفخم أو عمولة السمسار، على الرغم من أنه قال أنه جاء للخرطوم بشنطة (هاند باك)، وليست شنطة حديد، وكانت وسائل الإعلام قد نقلت عن المحامي معاوية خضر الأمين تدوينه لبلاغ أمام نيابة الثراء الحرام بعد شراء السيد علي محمود لقصر قدرت قيمته بمبلغ (2) مليون دولار، تعادل اليوم ( 40 ) مليار جنيه.
دافع السيد علي محمود عن موازنة 2017م ، و برر زيادة الضريبة على الاتصالات بنسبة (%5) قائلاُ (تمت زيادتها عشان ماتتكلموا ساي)، وقال (كل من يتكلم لا بد أن يدفع للحكومة التي توفر الفضاء ولا عيب في ذلك)، السيد علي محمود كان قد صرح لصحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 16/11/201 بخصوص استعداد البلاد بعد الانفصال، فقال:(سنتقشف .. ودعونا السودانيين للعودة (للكسرة) و (العواسة)، وفي ذات العام دعا السيد علي محمود البرلمان بتبني مشروع صلاة الاستسقاء، وتمنى أن يذهب كل نائب الى دائرته لاقامة مشروع الصلاة لانجاح الموسم الزراعي (الجريدة 6/6 العدد 811)،
هذه المرة صرح السيد علي محمود في ملأ من النواب والصحفيين ولا يمكنه انكار هذا التصريح المستفز شكلاً، والذي هو صعب التحقيق على أرض الواقع، لأن السيد على محمود كحال زملائه المسئولين السابقين والحاليين لا يعلمون احوال الناس وأوضاع الأسواق، لعلم سيادته فإن الكسرة أغلى من الرغيف، وأن الكثير من الأسر السودانية (مشتهين) الكسرة ولكن ما يكفي ثمنه كسرة أضعاف قيمة الرغيف.
لا عيب أن يأكل الشعب السوداني كسرة أو عصيدة، المشكلة هي في الخيارات التي يطرحها المسئولين ولا سبيل الى العمل بها لحسابات اقتصادية، ثم اين المشكلة بعد تحرير سعر الدقيق ؟ و قد قيل أن التحرير هي أن كل الشعب سيحل هذه المشكلة الاقتصادية ؟ وهل سيوقف هذا عجز الموازنة ؟ ليس مستفزاً للشعب السوداني في أن يأكل (الكسرة)، و التي أصبحت أكل المرفهين، بل يستفزه أن المسئولين يجهلون تفاصيل الضائقة المعيشية، فهم لا يأكلون الطعام ولا يمشون في الأسواق، ويثير السخط والغضب جهل رجل كان مسئولاً عن ادارة المال العام ووزيراً للمالية أن يكتشف (فجأة) أن الحكومة تمتلك الفضاء، ألم يكن خط هيثرو فضاءاً تعبره الطائرات ؟ أين ذهبت قروض مطار الخرطوم الجديد الذي كان سيوفر لنا فضاءات نؤجرها لعبور و هبوط الطائرات ؟ ألم يكن التصرف في هذه القروض سبباً لامتناع الصين عن منح قروض جديدة ؟ حسب تقرير المراجع العام فان السيد على محمود أخذ (2) مليار من قروض الصين لسد عجز ميزانيته عندما كان وزيراً للمالية، السيد الوزير السابق علي محمود ماتقدمه من مقترحات ليست عملية ولن تأتي بك وزيراً مرة أخرى، أعمل كما فعل المتعافي وكمال عبد اللطيف و علي كرتى وعبد الرحمن الخضر وأخرون.
روح أسألهم عملوا إيه ..؟
ماوراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة