عام جديد .. (وكلنا عوضية)

٭ عممت صورة على تطبيق (واتس آب) لعدد مقدر من أخواني وأصدقائي الأعزاء أمس تحمل صورة قلب أبيض ومدون عليها عبارة (كل عام وقلوبنا بيضاء) .. ولعله ما أحوجنا مع ذكرى استقلال البلاد ونحن نستقبل عام جديد – وقد لا نستقبله – أن (نصفي قلوبنا) من كل كدر.
٭ ما أحوجنا إلى (تبييض النية) تجاه بعضنا البعض، وتجاه الحكومة كذلك إن عملت خيراً أو مشروعاً نقول لها أحسنتي وأن لم تفعل نلاحقها و(نطلع زيتها) حتى تعود إلى رشدها وتنحاز إلى المواطن.
٭ نحن بحاجة مع تباشير العام الجديد أن نرى معارضة رشيدة ، عاقلة ، مستقلة في رأيها، تتمنى الخير لـ (الوطن)، وعلى كيفها مع (الوطني) .. نريد معارضة ترتدي ثياب (الوطنية) لا ترتمي في أحضان (الوصاية).

٭ ننتظر معارضة متيقنة أن السودان وطن للجميع وليس للحزب الحاكم .. وأن حل كل القضايا ينبع بإرادة (داخلية) وليست (خارجية) ..
٭ نريد حكومة تحفظ للبلاد سيادتها، وعزتها وكرامتها، تنظر للمعارضة بعين (الخادمة) لقضية الوطن وليس (الخائنة) له .. نحتاج وبشدة في العام الجديد أن تعلو لغة (الحوار) مع دول (الجوار) وقبلها بين كل أهل السودان.
٭ ننتظر حكومة جديدة مع ذكرى الاستقلال ، تقدم وجوهاً بقامة قادة الاستقلال، تحذو حذوهم .. نتعشم في حكومة تحفظ عهد الشهداء الذين روت دماؤهم أرض السودان وجعلته أكثر عزة واستقلالاً.
٭ مع العام الجديد نتمنى أن يستبدل الجميع مقولة لـ (للجدران آذان) بـ (للملائكة أقلام) .. فرصة لمراجعة النفس وجرد حساب، وإجراء جرح وتعديل من الجميع، حكومة ومعارضة ومنظمات مجتمع مدني وصحافة وإعلام .. بل بين حبيب ومحبوبته وخطيب وخطيبته وزوج وزوجته فالمشاعر لا تتجزأ.
٭ مع ذكرى الاستقلال بحاجة للتصالح وإعلاء قيم التسامح والتصافي .. مع رفع علم البلاد ضروري أن نرفع علم الوفاء لمن نحب.

تستحقين ياعوضية
٭ نقشت الحكومة على ثوب الاستقلال اسم الخالة عوضية عبد الله أدم (عوضية سمك) بمنحها وسام الامتياز من الطبقة الأولى مساء أمس .. وهو تكريم مستحق لامرأة توافرت فيها كل معاني الإرادة.
٭ عوضية أشهر بائعة سمك بالبلاد والتي تعاني من إعاقة حركية.. تتصاعد مع دخان (صاجها) ، العزيمة والطموح .. منحتها منظمة متحدي الإعاقة شواية في بداية مشوارها، فانتقلت من محطة (تلقي) الإعانة إلى (دعم) المحتاجين.
٭ طورت عوضية ولم تركن إلى الخمول أو تيأس مع أعاقتها فتحولت من بائعة شاي بسيطة، إلى صاحبة أكبر محال لبيع السمك بالعاصمة .. ضربت عوضية مثالاً للاستقلالية في تطوير الذات.
٭ قد لا يعلم الكثيرون أن عوضية تقدم العشرات من الوجبات المجانية للفقراء والمساكين، وتدعم كثير من الأسر المتعففة .. في تقديري أصابت الحكومة وهي تكرم عوضية.
٭ ليت ذات الهمة والعزيمة الموفورة لدى عوضية تكون لدى الحكومة.

إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version