بالشهداء معتمد امدرمان “مجدي عبد العزيز” يقيم مهبطا للطائرات وليس موقفا

واجب إجتماعي دفع بي الي ما وراء خور عمر ، عبرت ذهابا وعودة ضجيج الاحياء والطرقات من قلب الخرطوم وحافة بحري ، من تلقاء الصبابي التي يقول البروفيسر جعفر ميرغني إنها (السوبابي) من (سوبا) ! انعطفت عند منعطف يقيم سلاح (المظلات) تحتك وان تتخذ كوبري (شمبات) غربا تعبر النيل المهيب ليسلمك الي (دوار) منزل الزعيم أزهري الذي تحلي باعلام السودان وان ظلت ابواب الدار مغلقة ، طار الي مخيلتي رسم كاركاتيري شهير اظنه في الستينيات للرسام (عز الدين ) ، يظهر فيه امام المكان حيث أقف شيخ معم يهتف (ابو الزهور) خرق الدستور ! وجندي في الرسم برداء الجيش القصير ، يقف داخل كشك لا يبالي بالصائح ! رفعت يدي اؤدي (التحية) وانا يمين انظر ، رجل شرطة المرور الذي صدف مروره نحي هاتفه وهو يستقيم يردها هو نحوي ، عبرت للامام غصت ما بين زقاق (الشفايعة) وود (البصير) ثم استقمت شمالا امد بصري غربا احيي قبر (نميري) الذي تمدد خارج سور مقبرة (احمد شرفي) مثل قائد الطابور ، يشد ورائه راية الموتي جنوبا ،حامل علم في الحياة والممات ، غصت بعدها دخلت مضارب (كرري) المحلية ، المذياع يكتظ بالثرثرات ، فج ومفيد مع ايقونة نشيد اليوم نرفع راية استقلالنا ، احسست بها ترسم لي معالم الاحداثيات حتي اني من (الحتانة) مددت راسي غير امرة اتطلع لمرأي جبل كرري او سركاب ! الطريق الممتد من بعد خور عمر لا يزال بذات قسوته القديمة ، أسفلت وتضاريس ، طائرة مثل المجسم وبعض الحديد تربض امام لواء الاقتحام الجوي ، رايتها او ازيلت لست ادري اذ انشغلت بتفادي فوج من الماعز سد الطريق غير مبال بابوابق العابرين بعد نصف ساعة وصلت مقصدي ، شممت في تلك الارجاء انداء الريف الممدن ، بدا لي الاهالي بحميمية اهالي القري وطموح سكان المدائن ، قضيت واجبي وخرحت هذه المرة شققت الجغرافية عبر (الثورات) حتي انتهيت بالشهداء حيث يقيم الاخ مجدي عبد العزيز هناك مهبطا للطائرات وليس موقفا ، رمقت الاعمال ثم واصلت سيري سعيا الي السلاح الطبي واقتحمت شارع النيل في مساره المعتاد ، ارتدي المكان بالناس حلة زاهية ، طالعت صورا عريضا لاحمد الصادق الفنان الشاب ، يبشر الجمهور بحفل لراس السنة ، افواج من وصلوا ، اسرا وعوائل تبطئ حركة السير ، احسست ان لا احدا سيحضر منتصف الليل في بيته ، حضور لافت وضاج بالخفقان لاعلام السودان ، رجالا ونساء وصبية ، تطلعت لكوبري توتي كان قد احتشد بالناس من كل السحنات ، كلما مضيت في الطريق للامام تلمست ما يمكن اعتباره مناسبة يديرها هذا المواطن بطعم التفاؤل ، لم اري ظهورا لفعل سلطوي سوي انتشار رجال المرور والشرطة ينظمون حركة السير بصبر جسور ، عبرت شارع القصر وقد دنت ظلمة المساء ، اضواء موزعة بحرفية ولافتات جملت مقدم المساء ، ذات ما رايت الكل يندفع للطرقات ، روح وسيمة تلمستها تمنيت لو انكم حضرتم معي ، بالمناسبة احزم بان الخرطوم اليوم جميلة جمال عروس في ليلة عرس ، ويبدو ان الساعات المقبلة ستشهد عرسا جنونيا.

بقلم
محمد حامد جمعة

Exit mobile version