يوم اعتقلت الشرطة قادة الإعلام !!

في أمريكا أفظع شتيمة يمكن أن تلحق بالمواطن الأمريكي تقول ليهو.. (ما تتكلم معاي) أنت ما بتدفع ضرائب، والأمر لا يقف عند هذه الشتيمة، بل أن الهيئة التشريعية في بلاد العم سام وضعت في قوانينها عقوبات رادعة وصلت حد الحبس والغرامة الفادحة.. لذا يضع المواطن الأمريكي نصب عينيه مسألة إيفاءه للضريبة والتي تشكل إيرادات مهولة للخزانة العامة. والمواطن الأمريكي يهرع لدفع ضريبته للدولة في الخدمات العديدة التي يتمتع بها، أولها التأمين الصحي وحصوله على معاش محترم عند بلوغه سن التقاعد، هذا إلى جانب منح الدراسة والأمن والصحة العامة ونحو ذلك.. وهناك تستقطع الضريبة من المنبع لحظة استلام المواطن لمستحقاته المالية، هذا إلى جانب وسائل أخرى عديدة تسهل انسياب الإيرادات المتحصلة من الضرائب.

تذكرت هذه المعلومات عندما لبيت الدعوة الكريمة التي وجهها لنا الأخ الكريم سعادة الفريق أول شرطة “هاشم عثمان” مدير عام الشرطة السودانية، فلبينا دعوته لنا، وكنا رهط من الإعلاميين، حضرنا إلى دار الشرطة الأنيقة ببري.. الدار بالتأكيد لوحة رائعة من المباني المزدانة بالنخيل الأخضر الجميل والأزهار المختلفة الألوان.. هنا نرفع تعظيم سلام لجنابو “إبراهيم” مدير الدار.. ودي الإدارة يا بلاش.. دلفنا إلى قاعة كبيرة أنيقة وجميلة هرع إلينا جنابو “إبراهيم” وأركان (سلَّمه) من شباب وقفوا على خدمتنا يرتدون زياً موحداً أنيقاً، ووصل ركب الفريق أول “هاشم” في ميعاده وصافح الحضور واحداً واحداً، وخاطبنا خطاباً قصيراً مقتضباً قائلاً: سامحونا لاعتقالنا لكم لمدة ساعتين، ودعوتنا لكم يا قادة الإعلام أن نملككم معلومات عن صروح خدمية أنشأناها من أموال الشعب لخدمة الشعب وشاهدوا فيلماً خاص بتلك المنشآت.

كيف كانت؟ وكيف صارت؟. مدة الفيلم حوالي الثلث ساعة، وهنا واجب شكر من أنجزوا الفيلم لجودة إخراجه بتقانة الصورة المرئية، وأظن هم: أبناؤنا بوحدة ساهرون (عفارم عوافي يا أولاد)، بداية الفيلم كانت استطلاعاً لمواطنين اشتكوا من تردي حال تلك المنشآت، ثم انتقلت بنا الصورة للصروح الخدمية الجديدة، (ما شاء الله)، بعدها ركبنا بصات كبيرة حملتنا إلى مشاهدة على الطبيعة.. بياناً بالعمل، كما يقول العسكر، وأصدقكم ما رأيناه يعجز الفيلم عن وصفه، أحسن تشوفوا بأعينكم، أما أنا أقولها صادقاً، ما شاهدته يفوق ما شاهدته لمنشآت مماثلة شاهدتها في عواصم كبريات الدول الأوروبية.. أها – أيها المواطن الكريم.. الكورة في ملعبك أنت مستغل الخدمة، فالمنشآت ملك فأحرص عليها، لا تتلفها وأبق عليها نظيفة أنيقة جميلة، واحمها من شذاذ الآفاق الذين يسلكون سلوكاً غوغائياً أهوجاً، ليس فيه من الحضارة شيء، وبلغوا عن كل من يسلك سلوكاً ناشزاً، وعلموا أطفالنا بكيفية الميادين.. المقاعد.. المصاعد.. المحميات.. الزهور.. الحمامات.. ودورات المياه.. مبردات الماء.. الخ كلها تستحق منا جميعاً العناية.

شكراً جزيلاً وزارة الداخلية ممثلة في أخي سعادة الفريق أول “هاشم الحسين” مدير عام الشرطة السودانية ومن معكم من ضباط وأفراد شرطة، وكل زول رمى بسهمه في هذا الإنجاز الضخم.. ونسيت أكلمكم عن ختام اجتماعنا، فقد أولمونا وليمة ما حصلت، أهم ما فيها ليس الطعام وحده، بل لم شمل قادة الإعلام بالوطن، وعن نفسي سعدت بلقاء أحبة طوَّلت ما لاقيتم.. وتاني بقول، والله العظيم لو كل مسؤول عمل (العملوهو) ناس الشرطة.. سنلعن كل متهرب من دفع الضريبة أو الزكاة طالما عائدها يعود على المواطن بخدمة ملموسة تجنبه المشقة والعنت.. وكل عام والشرطة والسودان بخير.

الهندي عزالدين – شهادتي لله
المجهر السياسي

Exit mobile version