والسوداني غريب.. عدواً وصديقاً.
والجملة هذه بعض هوامشها هو
الفريق فتحي أحمد علي يلحق بقرنق بعد الإنقاذ.
وفي معركة معروفة كتائب قرنق تأسر عدداً من الجنود والضباط.
وفي الساحة هناك.. الضباط والجنود جلوس على الأرض يظهر لهم فتحي وعرمان والسيوطي..
عرمان يحدث قرنق انه
: ان خاطبهم فتحي وانا انضموا الى تمرد الجنوب.
وفتحي يتحدث.. ونائب القائد الذي كان مصاباً في ساقه اليسرى يقف على اليمنى ليسمع فتحي أطاناً من الشتائم.
قال: نحن أمهاتنا من المسيرية والجعليين والرزيقات والمحس و.. و.. نحن لا نخون ..لا الوطن ولا القبيلة ولا الدين.. وانت خائن منحط..
قال: نحن لا نوجه حديثنا لعرمان (الجنبك دا) لأنه ملحد وجبان ومن كلاب الشيوعيين و.. و.. قال.. قل لقرنق هذا يعدمنا.. وهسع ورينا ظهرك.
الجنود الأسرى يقفون على اقدامهم يؤيدون حديث قائدهم.
وفتحي والآخرون انصرفوا.. صامتين.
وفتحي يرفض طعام الإفطار ويطير إلى أسمرا.
وفي مساء اليوم التالي يموت!!
فتحي عرف مؤخراً انه سوداني مسلم .. وعرف انه كان يستغل في المخطط.
(2)
والحلو ومحمود خاطر وبولاد ورحومة..(رحومة من شجعان المسيرية واخوه عبيد مثله../ عبيد الآن في الخرطوم/.. كلهم من الغرب.
ورحمة رحومة الذي كانت شجاعته تجعل الجنوبيين يتعلقون به كان هو والاربعة الآخرون يلتقون مساء كل يوم في خور في توريت.. والخور تغطيه اشجار المانجو.
والحديث كان عن أن
: نحن لسنا جنوبيين ولا نحن جنود في الحركة الشعبية.
فلا بد من قيام فصيل موازٍ للحركة يحفظ هويتنا.
حدثوا يوسف كوة.. ويوسف يهاجمهم بشدة.. ويحدث قرنق.. ومحكمة تحكم بالإعدام (قالوا هذه روح شمالية).. وهؤلاء هربوا.
ورحمة ومحمد هارون كافي.. كلاهما يعتقل
وشول دينق (كان سفيراً في موسكو بعد نيفاشا) يسرب اليهم الحكم.
وأروك طون يشكل محكمة تحت غطاء (التآمر لاغتيال قرنق).
وكافي ينجو لأن زوجته ابنة أخت يوسف كوة.
ورحمة يعدم في جبل بوما.
والرصاصات التي تنطلق الى صدر رحمة كانت توقظ كل (السودانية والإسلام) في صدور الشماليين في الحركة الشعبية.
ومن هناك ينطلق الشعور بضرورة.. العودة إلى الشمال.
ونحكي حكاية بولاد.
ونحكي قصة زوجة كافي التي تنحدر من السلطان عجبنا (واحدة من بنات السلطان عجبنا تصبح أول امرأة تقاتل جيشاً كاملاً.. بعد إعدام أبيها ذهبت إلى الجبل وأطلقت حرب عصابات).
ونحكي حكايات المسيرية ورجالها.
والشعور (بالسودانية والدين) يظل حتى الآن يطلق احاديث الهاتف بين القادة من المسيرية (الذين مازالوا مع التمرد ومع الجنوب) وبين القادة الذين عادوا وكلهم يقول
: نحن.. مثلكم.. عرفنا ما غرقنا فيه.. ونريد العودة .. لكن النظام (دا) لا ضمان له.
إن وجدنا من الضمان ما يكفي عدنا.
بعضهم قال لمن عادوا : وانتم .. ماذا فعلت لكم الخرطوم بعد العودة.
السؤال موجع.
لكن.
ما نسرده الآن والأيام القادمة.. كله ليس أكثر من (تمهيد) لحديث يكشف الشراك التي تنصبها مخابرات أجنبية لاستدراج المسيرية والقبائل العربية لتمرد يهلك القبائل والسودان.
وأمس الخرطوم تحدث موسى هلال.
ونحكي.
إسحق أحمد فضل الله – آخر الليل
صحيفة الإنتباهة