في الآونة الأخيرة كثر استخدام أنماط متعددة من مبيضات البشرة، والتي أضحت شائعة الاستعمال خصوصاً في أوساط الفتيات الباحثات عن الجمال، واللاتي يعتقدن أن البشرة الفاتحة هي الأكثر جمالاً، بيد أن هنالك مستحضرات تفتيح للبشرة آمنة الاستخدام، ولا تسبب ضرراً، نسبة لأن بها مواد مسموح باستخدامها في مستحضرات التجميل.
مواد محظورة:
المجلس القومي للأدوية والسموم أكد في نشرته التوعوية أن بعض الخلطات تحتوي على مواد محظورة أو أدوية يجب أن تصرف بوصفة طبية، بجانب أن الخلطة الواحدة تحتوي على عدد من المواد التي تفتح البشرة، مما ينتج عنه تفاعلات بين هذه المواد تضر بالمستعمل، أو ينتج عنه مفعول مضاعف، مما يتسبب في آثار جانبية ذات أذى جسيم، وسعى المجلس الى حظر أكثر من 30 صنفاً من كريمات التبييض ومستحضرات التجميل، لاحتوائها على مادة الزئبق والكورتيزون.
ويشدد خبراء واستشاريو الأمراض الجلدية، على مطالبة سلطات الجمارك بمنع دخول هذه المركبات الخطيرة للبلاد جهة أضرارها الصحية والاجتماعية والاقتصادية.
مجاراة الموضة:
وفي السياق، ارجع استشاري الجلدية اللواء طبيب صافي الدين النور- الذي كان يتحدث في المنتدى الإعلامي الدوري- لإدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة الاتحادية لتدشين الحملة القومية الشاملة للتوعية بمخاطر كريمات التبييض وسط النساء والفتيات، أرجع تفشي الظاهرة الى استخدام الكريمات وتحولت من مشكلة الى مجاراة الموضة و(النيولوك) ،بجانب النواحي الاجتماعية والاقتصادية، وشدد صافي الدين على الضرورة القصوى لوضع ضوابط لتراخيص البوتيكات على أن تتحمل وزارة الصحة هذه المسؤولية بدلاً عن المحليات التي قال إنها تسعى للكسب المادي، كما طالب الدولة بوضع جمارك عالية على دخول مثل هذه المواد، وإحكام التنسيق بين المجلس الطبي، ومجلس الأدوية، واتحاد الصيادلة، والقضاء والشرطة، للحد من تفشي الظاهرة والتقليل منها في حال عدم القدرة على المنع نهائياً.
تشريعات قانونية:
ويطالب صافي الدين المجالس التشريعية بوضع تشريعات قانونية صارمة للحد من استخدام الكريمات لجهة أن تبييض البشرة يؤدي الى دمار شامل للحياة، مع التأثير الاجتماعي، كاشفاً عن تسجيل حالات للطلاق وإنهاء روابط الخطوبة بسبب استخدام هذه الكريمات، التي قال إنها أصبحت صناعة رائجة وواسعة الانتشار، و يتهم بعض الصيادلة بهجر مهنة الصيدلة واللجوء الى وضع الخلطات الكيمائية دون دراية أو خبرة، وكشف عن استقبال الأسواق لكميات محددة من الكريمات ويتم سحبها بسرعة، وحذر من تسبب بعض الكريمات في سحب خلايا اللون والترسب في البشرة، مما يتسبب في الإصابة بأمراض خطيرة كسرطان الجلد والفشل الكلوي، إضافة إلى الحروق والضمور في البشرة والشغريب والتقليل من مناعة البشرة، وجعلها عرضة للبكتريا والالتهابات الجلدية، وحالات مرضية كالسكري والضغط ونمو شعر الوجه.
الطريق الى الموت:
ويضيف صافي النور، إن هذه المركبات الكيميائية تتسبب في إحداث خلل في الكورتيزون، واضطرابات الغدة الدرقية، وتورم الجسم، وتتسبب في تكوين المياه تحت الجلد، والنزيف والتقرحات مع تدمير الكولاجين التي قال إنها تحافظ على أدمة البشرة، وأكد ارتفاع تكاليف العلاج الى أكثر من 50 مليون مع طول فترة العلاج، مؤكداً خطورة امتصاص الجلد للكريم ووصوله لمناطق أخرى من الجسم، في وقت كشفت فيه ممثل المجلس د. وجدان خالد عن حظر دخول جميع الكريمات للبلاد، وتسليم النيابات وحماية المستهلك قائمة المحظورات، مشددة على أهمية التوعية وسط طالبات المدارس وفي الأحياء السكنية وتغيير السلوك.
رسائل تثقيفية:
وأصدر المجلس رسائل تثقيفية مفادها في حال شراء مبيض للبشرة، يجب التأكد من أن مكوناته لا تحتوي على حمض الكوجيك بنسبة أعلى من واحد في المائة، أو الزئبق أو الهايدرو كينون، أو الاستيرويدات، لا سيما أن خلطات تفتيح البشرة تحتوي على مواد ضارة جداً أبرزها مادة الزئبق، التي تتسبب في تلف الخلايا العصبية، وفقر الدم، والفشل الكلوي الحاد، وفشل الكبد، وضعف في السمع والبصر، وشددت النشرة على ضرورة شرب كميات كافية من المياه والاهتمام بنظافة البشرة.
تقرير:ابتهاج العريفي
صحيفة آخر لحظة