الزيت.. شنو؟!

* ويستمر مسلسل (الألفاظ) السياسية. آخرها ما قاله أحدهم.. (البيطلع الشارع بنطلع زيت زيتو..)!! وأحدهم يقول البيحاول يخرب بنقطع ايدو..!!
* طبعاً.. الزيت أنواع.. زيت الحبوب.. فول.. عباد شمس.. والمهم عندنا زيت السمسم.. لأنه يجعل (للبوش) مذاقاً خاصاً.. مع الدكوة والشطة والليمون.. والبصل.. وشوية (شمار).. وقانا الله وإياكم من شمارات المدينة!!
* وحسب كلام المسؤول.. كيف يتم (عصر المواطن) حتى يطلع الزيت.. أو زيت زيتو كما قال.. وهل أهل شارع المطار استوردوا أجهزة (ما) لهذه العمليات.. ولابد أن تكون أجهزة مختلفة.. بمقاسات مختلفة حسب طول.. وحجم الشخص المراد (عصره).. ولابد أن يكون هناك كشف طبي.. لأن الشخص.. المواطن.. قد يبدو سميناً.. وشكله يغري بالعصر.. في (معاصر الحزب).. ويكون منفوخ ساكت.. ولا يوجد عنده زيت.. حتى لو تم (عصره) عدة مرات.. بمعنى أنه (ورمان) من الحالة التي يعيشها.. والمكابدة في سبيل لقمة العيش من الصباح حتى المساء..!!
* زي (ده).. يجيب ليكم (زيت) من وين..؟!
* إذاً.. كيف يتم استخراج (الزيت) من المواطن.. اذا فكر في الخروج استنكاراً لهذه الزيادات في الأسعار.. والغلاء الطاحن.. وسوء الخدمات التي تقدم له.. سوء شنو؟.. هو في (خدمات)..؟ غير جيب وأدفع.. وبس؟!
* والدراسة باختصار شديد.. وخلال (٢٧) سنة.. من عمر (السعادة).. تقول.. انه لا يوجد (زيت) في جسم أي مواطن.. الذي يصحو من النوم.. وهو يفكر في لبن وشاي الصباح.. وحبة سكر.. ويبحث في مطبخه عله يجد (رغيفة) بايتة.. ويحشر (يده) المعروقة في جيب البنطلون.. بعد ان يزيح (العنكبوت) بحثاً عن جنيهات لمدارس الأولاد.. والفطور.. ومواصلاته.. (وعنو ما فطر).. وزوجته تنظر اليه شذراً في انتظار نصيبها.. لإعداد الغداء.. وقد يكون الغداء أو العشاء.. (سكو)..؟!
* فكيف يكون لمثل هذا المواطن (زيت).. حتى يستخرجه منه.. أهل شارع المطار.. كيف؟!
* يخرج المواطن.. (أبو من غير زيت).. ليناضل في سبيل ايجاد وسيلة مواصلات.. ويصير (ألعوبة) ما بين السائق والكمساري.. أو الرجل الأبيض الذي يظهر في الطريق فجأة.. ويعطل المسيرة القاصدة الى اعمالها.. وبالتالي يتعطل المشروع الحضاري (داك)؟!
* المرتب يطير في غمضة عين.. والمعاش أسرع من البرق.. والشهر يمتد ويتمدد.. والأيام تزحف ببطء.. وهناك الكهرباء وأختها الماء.. وأنبوبة الغاز.. وجرعة الدواء.. و(صرة وش) بتاع النفايات.. و.. وكلو كوم والزوغان من المناسبات الاجتماعية.. كوم آخر.. ويا بخت من أكل.. (وزاغ)!!
* (حالة) كهذه.. كيف يستطيع أهل شارع المطار.. أن يستخرجوا منها (زيت) بل كيف يتم عصرها.. دون تكسير العظام الجافة؟! والكلام يطلول..!!
*.. أما من قال مؤخراً سيقطعون كل (يد) تخرب البلاد.. المدهش انه قول يصدر (منه).. وهو قيادي بارز في حزبه الحاكم.. وكان منذ أيام (فقط) يحاكم بتهمة مالية.. ووضع بالحراسة.. وخرج منها.. وتم حفظ القضية.. ولا نشكك في العدالة التي لها (أسبابها).. ولكن الخراب (المادي) يقود الى تخريب الاقتصاد.. مشروع الجزيرة.. السكة حديد.. سودانير.. الخطوط البحرية.. المخازن والمهمات.. النقل الميكانيكي.. وتقارير المراجع العام التي تتحدث عن نهب منظم (جداً) للمال العام.. وبنايات تناطح السماء وفي قلب الخرطوم ما زالت تمد لسانها.. ويومياً.. لمن يتحدثون عن الفساد.. مثل الهيكل الاسمنتي.. والمبنى الأحمر في شرق المدينة.. والعمارة (البرتقالية) في جنوبها.. والحدائق العامة التي أزال مبانيها وزير التخطيط العمراني.. لأنها رمز فساد.. ظاهراً للعيان.. والحاكم في الولاية الذي صرح عدة مرات بلحنه الأثير.. أن الحتات كلها باعوها!!.. من باع.. ومن اشترى.. ومن قبض الثمن؟.. وأين الذهب والبترول.. ومكتب الوالي السابق.. ورحم الله الشاب (غسان).. و.. و..؟!
* وإذا تتبعنا قصص الفساد.. وحكمنا بقطع (اليد).. ترى كم عدد الذين سيسيرون في طرقات المدينة.. وجزء من الأيدي.. تحت التراب.. ونترك الباقي للخيال..؟!
* ليس هناك (زيت).. متبقي عندنا..
* نتمنى أن ننظر الى (بعض) الزيوت المستخرج.. يوم الحساب..!!

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة

Exit mobile version