اتخذت القوات المسلحة في عيد الرماية العام الولاية الشمالية مروي مكاناً للاحتفال بالمهرجان الذي درجت القوات المسلحة على إقامته كل عامين، حيث احتشد قادة الجيش والجنود في ساحة المعركة التي احتلها الاسلحة الثقيلة من دبابات وصواريخ ومضادات الطيران والرشاشات الهاوند والدوشكا اجتمعت في ميدان العرض الذي ينقصه فقط العدو، الذي أعطته القوات المسلحة مهلة اخيرة تنتهي بانتهاء ديسمبر الجاري، بعد أن أعلن المشير البشير وقف إطلاق النار قبل ثلاثة أشهر من الآن، ليقول بعدها السلاح كلمته وتكون الغلبة والبقاء على أرض المعركة للاقوياء بعد أن رفض الجانبان الصلح السلمي واختارا (الدواس) طريقاً للسيطرة والهيمنة، لذلك جاء احتفال القوات البرية في هذه المرة بالولاية الشمالية محلية مروي بعد أن جمعت (42) فرقة من جميع ولايات السودان وتنافست لشهر كامل في هذا المهرجان لترفع التمام للقيادة العليا التي وفرت لها الدعم المادي والمعنوي، ليكون اليوم الختامي لمهرجان الرماية العام رقم (54) بقيادة الفرقة (19) مشاة بمحلية مروي، والذي جاء تحت شعار (ألا إن القوة الرمي)، بمثابة إظهار للقوة وإرهاب للعدو، ليأتي الخطاب شديد اللهجة من قبل القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي وصل إلى الميدان مرتدياً زيه العسكري برفقة وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة وقائد القوات البرية للاحتفال بهذا المونديال العسكري المهم، فضلاً عن إطلاق قوة من القوات المسلحة تحت مسمي (مشروع درع الشمال) لحماية الحدود المشتركة مع دولتي مصر وليبيا ومحاربة ظاهرة الاتجار بالبشر والمخدرات.
نهاية المهلة
ووجه رئيس الجمهورية المشير عمر البشير خلال مخاطبته مهرجان الرماية العام الرابع والخمسون بمقر الفرقة (19) مشاة بمروي رسالة شديدة اللهجة للمتمردين، وتوعدهم بالحسم عسكرياً اذا لم يستجيبوا لنداءات السلام والانضمام للحوار، ونبه الى ان وقف اطلاق النار سينتهي بنهاية الشهر الجاري، وقال: (بعدها الما بجي يلوم نفسو ونحن بنجيبو حي)، وتابع قائلاً: (أي زول بمد يدو على البلد بنقطعا لي والبقل ادبو بنأدبو)، وجزم بقدرة وصول القوات المسلحة الى مناطق المتمردين، وقال للمتمردين: (بنجيكم في حتتكم وفي أي محل.. الفي الكركور بطلعو والفي الجبل بنزلو والفي الغابة بسلو بجيبو راجع)، وجدد البشير دعوته للمتمردين للانضمام للحوار، وقال إن البلاد تسع الجميع، وقال: (كان جيتو جيتو والمابي الصلح ندمان) .
صنفرة البندقية
وتعهد بتوفير كافة الاحتياجات للقوات المسلحة، ووعد بتحفيز كل من يجيد ضرب النار منهم، ووجه افراد القوات المسلحة بتجويد ضرب النار، وقال: (بندقيتكم دي بتقتل العدور ولو ما قتلتوا بقتلكم.. عشان كده عايزين اي طلقة بتطلع تكون في رأس العدو)، وأضاف: (أي فرد من القوات المسلحة يصنفر بندقيتو، البندقية بنمرتها تكون حقتو ويدرب عليها ويتأكد أن طلقته لما تقوم تكون في رأس العدو)، ووجه جميع قادة القوات المسلحة بأن يكون كل افرادهم (نيشنجية) وياخذوا علاوة عليها، ووعد بإعطاء كل من يجيد ضرب النار علاوة وإجازة، وقال إن القوة بالرمي، وأكد البشير أن ميادين التدريب أرض يحبها الله ورسوله (ص)، وجزم بوقوفه مع القوات المسلحة في اي ميدان ومكان لتدريبهم ، وأضاف: (مفروض نمشي فيها حفايا لانها أرض بحبها الله ورسوله)، ودعا أفراد القوات المسلحة للتدريب المستمر لرفع الكفاءة والمعنويات وحسم المعارك.
تدريب وتأديب
وتعهد بتوفير أجود أنواع الأسلحة للقوات المسلحة وتدريبهم وتجيزهم بأحسن ما يكون، وأضاف: (عشان أي واحد يمد ايدو على السودان نأدبو, والبقل ادبو بنأدبوا)، وأكد اهتمامه بالتدريب وإطلاق النار، وتعهد بتوفير جميع احتياجات أفراد القوات المسلحة، وقال: (عايزين كل فرد في القوات المسلحة يمتلك بيتاً، وابناؤهم يتعلمون احسن تعليم، وأفضل علاج يكون لأبناء العسكريين)، وتعهد بأن يكون اعلى مرتب في الدولة لأفراد القوات المسلحة، وأكد وقوفه مع أفراد القوات المسلحة في مشروعات التدريب والمعسكرات، وان يصلهم في مناطقهم والوقوف على مشاكلهم وحلها.
استمرار الإعداد
ومن جانبه اكد رئيس الأركان المشتركة فريق أول مهندس ركن عماد الدين مصطفى عدوى، ان اهتمام القوات المسلحة بتطوير قواتها انعكس إيجاباً على امن واستقرار البلاد خاصة في ولايات دارفور والنيل الازرق بالاضافة الى جنوب كردفان، مشيراً الى ان إعداد القوات المسلحة سيستمر حتى يتحقق الاستقرار في كافة انحاء السودان، لافتاً الى ان القوات المسلحة سترفع التمام لرئيس الجمهورية نهاية هذا العام استعداداً لحماية البلاد، وقال إن قوات درع الشمال ستشكل نواة لدرع الوطن.
خط أحمر
وفي ذات السياق جزم رئيس اركان القوات البرية فريق ركن السر حسين بشير، بعدم سماحهم لأي شخص بالمساس بأمن واستقرار البلاد او رئيسها، واعلن عن جاهزيتهم لتأمين البلاد، وقال: (البشير خط احمر ولا نقبل فيه)، واضاف: (لن نسمح للناس البتلعب تنس بره وغيرهم بأن تقرر من يحكمنا وتتحدث في رئيس البلاد، فنحن من نقرر من يحكمنا ولا نريد ان يحكمنا احد غير البشير, وقائدنا واحد وبشيرنا واحد، وكلام تحت تحت دا ما بنفع معانا وناس قريعتي راحت ديل في ثواني بنحسمهم) وقال للبشير: (ناس التنس والحركات ما تشيل ليهم هم نحن بنحسمهم ليك في ثواني وما بنرجع للجوع والحفى).
ليالٍ حمراء
وجزم السر بأن قادة الحركات المسلحة ليس لهم هم غير انفسهم ولا يهتمون بجنودهم، وزاد: (قادة الحركات جالسون في الفنادق ويملأون بطونهم باطيب الطعام ويستمتعون بالليالي الحمراء وجنودهم جوعى وعراة)، في وقت اوضح فيه ان جميع الاسلحة التي استخدمت في التدريب صنعت في السودان، لافتاً الى ان البلاد لن ترجع الى الجوع وإذلال القوات المسلحة بسبب من وصفهم باصحاب المصالح الشخصية، وقال ان القوات المسلحة انشأت في الولاية الشمالية ضمن الاحتفال منطقة البشير التدريبية التي ستمثل أنموذجاً للقواعد التدريبية في المنطقة.
سيفك البتار
وفي غضون ذلك أعلن قائد الفرقة (19) مشاة بمروي اللواء ركن عادل حسن حميدة، استعدادهم وجاهزيتهم لحماية مكتسبات الأمة والذود عن حمى العقيدة والوطن، وأشار إلى أن هذا البرنامج يأتي ضمن اهتمام القوات البرية بجنودها وتأهيلهم وتدريبهم، وافصح عن إنجاز قاعدة البشير التدريبية، وقال: (نعمل على أن تكون أكبر صرح تدريبي على مدار تاريخ القوات المسلحة)، ونبه الى أن القاعدة التدريبية تتسع لأكثر من فرقة مشاة، وأشار إلى قيامهم بحوسبة أعمال مهرجان الرماية الرابع والخمسين بنسبة (100%)، وأضاف قائلاً: (نسعى للحوسبة والتدقيق والتطوير في كافة المجالات)، وقال للرئيس: (نحن رجالك وسيفك البتار ودراعك الأشد وسهامك، فارم بنا أينما شئت، وسوف نسعى من أجل رفعة العقيدة والوطن)، وطالب الرئيس بإيصال المياه لقاعدة البشير التي تبعد مسافة (16) كيلومتراً من المدينة بتكلفة (17) مليار جنيه، وأكد أن خط المياه في مسافة (13) كليومتراً يخدم أهل المنطقة ويخدم القاعدة، وطالب والي الشمالية بإكمال تسجيل المنطقة حتى آخر الجبال الشرقية لتكون قاعدة تدريبية وحصناً للولاية والسودان عامة، وأكد أن التباري كان حاداً جداً بين كل المشاركين، وجسد هوية المقاتلين المحترفين في كل مناشط المهرجان.
الانتباهة