تعال أوقع معك اتفاقا إطاريا وفق معطيات الراهن العاطفي لقلبينا.. فالحنين الذي يجتاح روحي يحتاج لبنود خاصة تسيطر على تقدم جحافله الزاحفة.. ولابد لنا من الجلوس في مشاورات ومباحثات عديدة عساها تسفر عن اتفاقية واضحة تعيد السلام لقلبي وتعفيك من هيامي!
لابد لنا من السعي لتوقيع بروتكوول مشترك يحدد حقوقك وواجباتي والعكس.. فهذه العاطفة الجياشة أصبحت غير قابلة للسيطرة.. وقد يحدث استعارها خسائر فادحة في الأرواح والحريات!
أعلم يا سيدي أنني أصبحت بشكل أو بآخر أهدد إنسانيتك! فالغيرة التي تنهشني تلقي بظلالها المالحة على حركاتك وسكناتك وعلاقاتك، فلا تترك الحبل على غارب ظنوني.. ولا تقدم المزيد من التنازلات لترضيني.. إنني – يا سيدي – امرأة مجنونة، فحاول أن تصل معي لصيغة محددة تمنحك الحق في ممارسة إنسانيتك.. وتكفل لك الحريات الأربع في ما يلي حرية التواصل، وحرية الابتسام، وحرية المهاتفة، وحرية التأمل!
إن هذه الأمور الأربعة تزعجني جدا.. ويسكنني اعتقاد جازم ومتطرف بأنها يجب أن تظل حكرا عليّ، ولا يحق لك أن تمارسها مع سواي.. فتواصلك ووصالك يجب أن يكونا معي فقط، وابتسامتك وضحكاتك وابتهاجك وسرورك لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال إلا عبري.. وما اخترع الجوال إلا ليكون استخدامك له وقفا عليّ حديثا ومراسلة.. كما أن تأملك لتفاصيل الحياة وتفرسك في الوجوه والوقائع لا بد وأن تقتصر عليّ وحدي!!!
وقد أصبحت فعلا أشعر بتأنيب ضمير كبير تجاهك.. لذا أقترح عليك أن نشرع في عقد المفاوضات اللازمة لحفظ حقوقك وحدودك وإنصافك.. وتحديد وفد رفيع المستوى من المقربين لحضور المباحثات.. حتى نصل لصيغة ملائمة ومحايدة تعفيك من جبروتي.. ونقوم بالتوقيع عليها بحيث يبدأ العمل بها من تاريخه.. ولكن أخشى ما أخشاه ألا أنجح في الالتزام بحيثيات ذلك البرتوكول العاطفي.. فتضطر حينها للاستعانة بالقوات الأممية لحل الأزمة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من إنسانيتك كرجل عانده الحظ فألقى به في طريق عاشقة عظمى مثلي!
تلويح:
لو كان قلبي خارطة جغرافية.. لكنت أنت الدولة العظمى التي تهيمن على العالم!
داليا الياس – اندياح
صحيفة اليوم التالي