رحل الكاتب الروائي والصحفي حسين الموزاني عن عالمنا قبل أسبوع بعد رحلة طويلة من الإبداع الأدبي والترجمة “المثابرة” لروائع الأدب الألماني. الموزاني ترجم رواية “الطبل الصفيح” الشهيرة للأديب الألماني غونتر جراس.
لا زلت أحتفظ برسائلك !
“نحن نحفر في الصحراء القاسية من أجل أن نجد مساحات ابداع وحرية في كل مكان نعيش فيه”…هذه العبارة، التي كررها الكاتب الروائي والصحفي حسين الموزاني في أكثر من مناسبة يمكن أن تعتبر تجسيداً لفلسفته الحياتية ورؤيته لدور الأديب والصحفي في كل زمان ومكان.
رحل حسين الموزاني عن عالمنا في منفاه البرليني بشكل مفاجئ وصادم لكل أصدقائه ومحبي أدبه وكتبه العربية والألمانية.
الموزاني إلتقيت به في سبعينات القرن الماضي في بغداد ، وكانت تجمعني صداقة حميمة هو ومعنا الراحلين قاسم محمد ويوسف العاني ، ولي ذكريات معهما لا تنسى ، رحلوا ثلاثتهم فأضافوا لهمومي أحزاني ، من قال : أن الأشجار تموت
واقفة ؟ هذه هي ثلاث شجيرات كانوا حديقة من الأشجار والأزهار ، كانوا أجمل الأنهار ، لا تقولوا لي دجلة والفرات كم أكره الآن الأنهار !!!!!
ولد الموزاني في عام 1954 في مدينة العمارة في العراق وترعرع في العاصمة بغداد. لكنه ترك العراق في عام 1978 بسبب نشاطه السياسي لينتقل إلى لبنان حيث عمل صحافياً في بيروت، ثم انتقل بعدها إلى ألمانيا واستقر فيها منذ عام 1980 حتى وفاته. درس حسين الموزاني الأدب الألماني واللغة العربية والعلوم الإسلامية في جامعة مونستر وأنجز رسالة ماجستير حول أعمال الاديب الكبير نجيب محفوظ.وأنا أغادر بعداد أهداني ترجمته لرواية “الطبل الصفيح” الشهيرة للأديب الألماني غونتر جراس، التي تعد إحدى روائع الأدب الألماني والعالمي في القرن العشرين، والتي وثق فيها جراس صعود النازية الالمانية .
قال لي في ذات يوم من الأيام وقبل مفارفته للعراق :أنني تعلمت أن عليّ أن أضيء شمعة بدلاً من أن ألعن الظلام،، وأن عليّ – أن أكافح من أجل أن أن أفعل شيء – من أجل العدالة، من أجل الجمال، من أجل كتابة أدب جيد، وداعا الموزاني سأظل أحبك وأكافح من أجل رموز المسرح السوداني والعراقي والصحافة العراقية
بقلم : بدرالدين حسن علي