(طلع زيتهم)

٭ أعجبتني تعليقات الرئيس البشير على العصيان، خاصة عندما قال إن الانقاذ لن يسقطها (الواتساب)، في إشارة إلى أن الدعوة إسفيرية، وبالتالي لن تتجاوز الفضاء الطلق، وكذلك حديث إبراهيم محمود إن العصيان كلام ساي وصفر كبير.
٭ وظلت تصريحات المسؤولين تدور في فلك التقليل لا التحقير، والتحدي لا التقهقر والتقدم لا التراجع، وكان رهان الانقاذ على الكسب وقد كسبت الانقاذ الجولة بكل تأكيد.
٭ وكانت رسائل الشكر من القيادات للمواطن كونه أصبح واعياً بمصلحته، ويميز الخبيث من الطيب، ومايحقق له أمنه من الذي يفزعه ويروعه، ومن الذي يبحث عن مصلحته من فنادق باريس والعواصم الغربية لا مصلحة المواطن والوطن..
٭ لكن تفاجأت بتصريحات نائب رئيس المؤتمر بولاية الخرطوم محمد حاتم سليمان وهو يقول في ندوة الاستقلال باستاد الخرطوم: (من أراد الفوضى والدمار نقول ليهو حرم نعصرك ونجيب زيت زيتك).

٭ لم أتوقع أن تصل بالرجل جرأة أن يقول ماقال من حديث، والذي هو مستفز بكل حال، ولا يتماشى مع عظمة المناسبة التي تحدث فيها، والتي كانت على شرف ذكرى إعلان الاستقلال من داخل البرلمان.
٭ ليس هناك من أمر ينفر الناس عن الانقاذ إلا هذه اللغة الاستعلائية والتي تحمل عنوان الغطرسة والعنجهية، والتطاول في غير موضعه .. ثم إن حاتم حتى يبرر حديثه مزجه بالفوضى المتوقعة، ولكن ذلك لا يخول له أن يقول ماقال.
٭ مضى حاتم لأبعد من ذلك وهو يسبق تهديده ووعيده برمي الطلاق، وما تذكر أن تلك التصريحات الخشنة تحدث طلاقاً دون رجعة بين مشروع الإنقاذ والمواطن غير السياسي.
٭ منذ فترة ليست بالقصيرة بدأت الساحة السياسية تتسمم بمثل تلك التصريحات الخطيرة كما السرطان، والتي لا أجد لها تفسيراً سوى أنها محاولات يائسة من أصحابها الهدف منها إرضاء من هم أعلى منهم مرتبة.
٭ حاتم تحديداً ليس بالمناسب الذي يشرف الإنقاذ ويرمي الطلاق لـ(يطلع زيت) خصومها بعد أن (طلع زيت) العاملين بالتلفزيون، وعهده عندما كان مديراً للشاشة البلورية، شهد أسوأ الفترات التي عانى فيها العاملون وشعروا بضنك الحياة.

٭ حتى أن قضايا وتجاوزات الرجل – بحسب النيابة – وصلت المحاكم التي لا تزال تنظر فيها، وهو بذلك (يطلع في زيت) الإنقاذ، من حالة الازدواجية الماثلة في شخصيته.
٭ ( يُسبح) حاتم في منصات اللقاءات الجماهيرية، بينما محكمة المال العام تقول إن الرجل (يُضبح) .. لن تستفيد الإنقاذ شيئاً لو أساءت ولعنت وتوعدت أن (تطلع زيت) الناس حتى وإن كانوا خصومها، طالما كانت تحتكم للشعب لكن من يقول لـ (هائم).
إنذار الجزيرة
لم تشفع لوالي الجزيرة محمد طاهر إيلا زيارتا النائب الأول ثم رئيس الجمهورية لولايته، وقد تلقى أمس ضربة بالقاضية من تشريعي الولاية الذي أسقط له خطابه .. طريق إيلا مليء بالحفر والتي لا ينفع معها (أنترلوك) ليمضي للأمام.

إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version