تتميز المجموعات الثقافية في السودان والمدن في الولايات بأطعمة محددة تعرف بها على حسب بيئة المنطقة الاقتصادية والإنتاجية، لذا تكون هناك وجبة شعبية ذات شهرة واسعة مثل القراصة بشمال السودان والمرين والكول بغرب السودان وغيرها من المناطق، وأما كردفان وخاصة شمالها، فتتميز وتعرف بعدد من الأطعمة في مقدمتها الأقاشي، وهو مستجلب من الثقافة الغذائية الأفريقية من غربها تحديدا، ودخل إلى كردفان منذ أكثر من نصف قرن ويزيد، ومن ثم انتشر وعم القرى والحضر، لكن من جهة أخرى يتميز أقاشي عروس الرمال بأفضلية مختلفة، حيث يتميز بطعم مختلف وخاصية متفردة.
طريقة التحضير
والأقاشي أنواع كثيرة منها (اللهيب، الرمس) وغيرهما من الأنواع الجيدة. وأصبح الأقاشي من أهم الوجبات المستخدمة في الرحلات البرية لدى الطلاب وزوار المدينة من كافة شرائح المجتمع، ويتم حجز عامل الأقاشي قبل كل شيء ومعه أدواته المميزة وخاصة السكين الطويلة الرفيعة، التي صارت مضرب مثل حتى صار أجر العامل أكبر من ثمن الخروف، ويتم تسليم خروف الرحلة إلى عامل الأقاشي، ويبدأ في عمله من تقطيع وتجهيز حتى يقدم أطباقاً شهية من الأكلة الشعبية على مستوى البلاد.
فكاهة ومرح
وفي جميع الرحلات التي يتوافد إليها الكثيرون، يتسارع كل من في الرحلة لالتهامها بلذة وقبل أن يصلوا إلى مرحلة الشبع منها يفاجئون بأن الخروف قد ذهب دون عودة بين أعواد الأقاشي، ومن أشهر الذين يجيدون طهي الأقاشي بمدنية الأبيض قمبو ويبا وميكائيل، وكانوا يتمتعون بروح الفكاهة والمرح، وهم يبدعون في صناعة الأقاشي.
أقاشي بلدنا ولا وجبات غيرنا
قال النور وهبة صاحب مطعم أقاشي بسوق الأبيض بعد أن أكرم بعض من ضيوفه من زوار المدينة بوجبة شهية مجانا: إن البيتزا الإيطالية التي ذاع صيتها في العالم لا أجدها تنافس الأقاشي من كل النواحي، إلا في أنها تقدم بطريقة جعلتها من أشهر المأكولات في العالم، فلماذا لا نطور الأقاشي ونقدمه بطريقة حضارية وندوله لكي يشتهر على مستوى العالم؟ وإنني على يقين سوف تجد اللافتات في كل أنحاء المعمورة تحمل اسم أقاشي هوت وكنتاكي أقاشي وخلافه.
وصفات مختلفة
وفي السياق، يقول هيثم حامد إن الأقاشي وجبة خاصة بمجموعتي الهوسا والفلاتة، وهم من نشروها في كافة أنحاء السودان. وأضاف: أنا أعمل في هذه المهنة منذ أن كنت طفلاً لم أبلغ تسع سنوات، ووالدي حتى الآن لا يزال يعمل بها، وسلك الأقاشي بـ 4 جنيهات، واستخدم جميع البهارات لإعداده بجانب الكراقو، وهي يعني الفول السوداني برطانة الهوسا. وأضاف: أتمنى أن يمنحني الله مالاً كي أقوم بإنشاء أضخم محل لبيع الأقاشي بمدينة الأبيض، وحتى أستطيع أن أطور هذه المهنة، وأنشرها في كل أنحاء السودان والعالم أجمع. واللافت للنظر أن الكثير من سكان الأبيض وما جاورها يتحلقون حول أماكن الأقاشي في الأمسيات للظفر بأفضل أنواع الأكلات الشعبية في عروس الرمال.
اليوم التالي