قبل العصيان التالي
في صحيفة التيار عدد الامس قال غازي صلاح الدين ان السؤال عن من هو البديل سؤال سمج.. ولا اشك اطلاقا في عقلانية الرجل او مدى زكائه، لكن السير خلف الاحلام والرغبات غالبا ما يغبش الرؤية ويحجب الحقائق..
نعم من هو البديل؟ وهو سؤال قد يكون لدى الكثيرين سمجا ليس لانه كذلك لكن لان لديهم مصالح تستوجب عدم طرح هذا السؤال.. ربما لجر الشعب لسياسة الأمر الواقع، او بتبسيط اكثر ..دعونا نستفيد من الزخم الشعبي في الاطاحة بالانقاذ، ثم يكون لكل مقام مقال
… واقول مرة اخرى ان السواد الأعظم من السودانيين شعب محايد غير مسيس او مستقطب، يثورون؟ نعم فعلوها ثلاث مرات، تعلموا منها العقلانية، فبعد ثلاث تجارب من الانسياق الاعمى وصلوا لنتيجة هي ان التغيير لاجل التغيير لا يجدي.. سعوا للاستقلال وبعد ان حصلوا عليه وجدوا ان سادتهم الجدد فشلوا في الاتفاق على رئيس واحد للبلاد فكان مجلس السيادة خمسة تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى، ثم مرة اخرى استجاب الشعب السوداني واقال عبود رغم انه لم يكن فاشلاً، فجأت نفس احزاب الخمسة باختلافاتهم، حتى اطاح بهم النميري ورحب به الشعب لفشل الاحزاب، ثم اطاح به مرة اخرى بدون التوافق على بديل فكانت النسخة الثالثة من الذين تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى..
من التجارب الثلاثة هذه استفاد الشعب السوداني ان عدم وجود بديل لما هو قائم يعني الفشل مستقبلا… لذلك فشل عصيان اليوم ليس لان الحكومة قوية ومرضيا عنها فالمؤكد ان حتى قيادات المؤتمر الوطني تتمتى من قلبها ذهاب #ون..وتجربة جنوب افريقيا لا تزال ماثلة ـ والشعب يرغب في ذلك لكنه يطرح السؤال الذي اعتبره العتباني سمجاـ ما هو البديل؟ لم اقل من هو البديل.. وحتى يتوصل شباب العصيان المدني لاجابة لهذا السؤال لا اعتقد ان الوضع سيتغيير الا بالحل الحيوي او من الداخل..
أردت ان اقول قبل ان تسعى للاطاحة بالوضع الحالي اقنع الشعب بوجود بديل قادر على سد الفراغ قبل حدوثه
بقلم الصحفي
علي ميرغني