اليوم هو اليوم الأول للعصيان المدني الذي دعت له مختلف القوى السياسية كما دعا له بعض الشباب من خلال مواقع التواصل الإجتماعي ، العبدلله يرى أن كل إحتجاج سلمي هو إحتجاج يقره الدستور كما تقره كافة الشرائع طالما أن ذلك يتم بصورة سلمية لا ضرر منها (يعني الزول يحتج كيف يعني) ؟ لكن أنعى على (الحزب الحاكم) أنه أوصل (العباد) إلى هذه النقطة التي ربما يكون لها ما بعدها .
(الحزب الحاكم) ظل يتعامل مع شئون هذا الوطن وكأنه (ضيعة) أومحمية خاصة سجلت بإسمه وإسم أعضائه ونسى او تناسى بأن هنالك (شعب) ومواطنين ، وهنالك آلاف الشواهد على ذلك بداية من (التمكين) وطرد كل ما (ليس معهم) من الخدمة المدنية والقوات النظامية مروراً بإنتشار فساد أعضائه دون مساءلة أو عقوبة وإنتهاءاً بالحروب التي تم إشعالها (وكأنوا القصة ناقصة) !
إن الإنفراد بالحكم في حد ذاته ولو كان صالحاً هو حصر لإدارة البلاد في وجوه بعينها فكيف إن مكثت هذه الوجوه في مراكز إتخاذ القرار لسنوات تعدت ربع القرن؟ أوليس هذا وحده مدعاة للتململ والإمتعاض خاصة وأن هذه الوجوه لم تقدم شيئاً مما جعل حال البلاد يتدهور وإقتصادها يعاني شبح الإنهيار.
من يطالع التصريحات الأخيرة للمسؤولين يجدها جميعاً تنحو منحى الوعيد والتهديد لكل من تسول له نفسه الدخول في عصيان أو إحتجاج على سياسات الحكومة وقد وصل الأمر إلى مرحلة بالغة الإنفعال من نوعية (أطلعوا لينا بره كان رجال) ، وقد كان المفترط بدلاً عن تحدي الشعب الذي بات فقيراً حسيراً أن تقوم الحكومة وأعضاء حزبها الحاكم (بالطبطبة) على ظهره ووعده بمراجعة كل الأخطاء التي وقعت فيها حتى وإن إستدعى الأمر أخراج ملفات الفساد (المعروفة) ومحاسبة مرتكبيها على الملأ كدولارات شركات الأدوية وبيع خط هيثرو وفضيحة التحلل التي كان مسرحها مكتب الوالي الأسبق ..( وكل ملفات الفساد النائمة) !
كل بالغ عاقل رشيد يعلم ولابد له أن يعلم أن (القصة كده ما بتمشي) وأن الشعب لن يصمت على ما تقوم به (الحكومة) وحزبها من (عواسة) مهما تعددت أنواع الكبت والملاحقة والمصادرة فدوام (الحال المايل) من المحال وكما يقول المثل العامي (أمشي عدل يحتار عدوك فيك) .
في ظل ما لدينا من معطيات من عدم وجود أي نية (للحكومة) بمراجعة نفسها فيما تقوم به من أفعال يستنكرها ويشجبها معظم المواطنين ومن جهة أخري من ضيق يعانيه المواطن في كل مقومات حياته الضرورية يكون غني عن القول بأن مستقبل البلاد قد صار في كف عفريت !
لا أدري سبباً واحداً يجعل حاكماً إسلامياً لا يراجع نفسه ويقر بأخطائه وقد فعلها الفاروق من قبل على الملأ حين قال (أصابت إمرأة وأخطأ عمر) ، إن المشكلة الأساسية فيما نمر به الآن هي أن (الحاكم) لا يريد أن يستمع لصوت الشعب لصوت الرعية التي تطالب بالإصلاح الفوري لدولة شاع فيها الفساد حد (التحلل العلني) وتفشي فيها كتم وإخراس الرأي الآخر حد مصادرة الصحف وبات شيئاً عادياً إعتقال وسجن كل من يقول (بغم) !
كسرة :
اللهم جنب أهل هذه البلاد الفتن ما ظهر منها وما بطن يا رب العالمين
• كسرة ثابتة (قديمة) :أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 85 واو – (يعني ليها سبعة سنوات وشهر) ؟• كسرة ثابتة (جديدة): أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 44 واو (يعني ليها ثلاث سنوات وثمانية شهور).
ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة