عفوا لسنا جُبنا ولكن كرما

كريم هذا الشعب الذى تعلم أكل الهوت دوغ بعد أن كان يأكل شية الضآن الطازج . كريم هذا الشعب الذى أصبح ينادى الكهرباء جات جهزوا الباقات بعد أن كان يشرب من مياة النيل الجارية التى تملىء القنوات الزراعية والآبار المحفورة يدويا . كريم هذا الشعب الذى أصبح يتسول بعد أن كان يعطى . كريم هذا الشعب الذى أصبح يكافح كى يلحس كوعه بعد أن كان يعق أصابعه بعد أكل ثلاثة وجبات . كريم هذا الشعب الذى يتحداه رئيسه بالخروج ليقضي عليه بقواته لكنه إختار العصيان لانه لم يتعلم إراقة الدماء حتى ضد الأعداء وتلك السمات التى نادرا ما توجد فى شعوب أخرى . كريم هذا الشعب الذى يصبر على رئيسه الذى يتحداه لانه تعلم من قوم موسى عليه السلام عندما تكبر وتجبر وتحداهم فرعون صبروا و نصرهم الله .
الرئيس الذى يستعمل الفاظ القوة والتحدى لشعبه الذى رفض تسليمه للجنائية وهرع له عندما دخلت قوات التمرد الكرمك وعداريل ودارفور وجنوب كردفان تبرع بأرواح أبناءه ودمائهم وتبرع بالأموال والمواد التموينية وخرجت النساء ليخلعن الحُلي من ايديهن وصدورهن لدعم المجاهدين ويجهزنا زاد المجاهد . يعلم الرئيس وتشهد شوارع أم درمان من كلية وادى سيدنا الخروج العفوى والقيم السودانية وإحترام المواطن حتى إذا كان رئيسا ليهتفوا تسقط الجنائية ولن نزل ولا نهان للأمريكان وهو يهين شعبه ويتحداهم لانهم طالبوا بتخفيض قيمة العلاج وتوفير أنبوب الغاز.
الرئيس الذى نسمع عنه بأنه حافظ لكتاب الله وأنه كان يحرم نفسه من شرب قطرة ماء فى صحراء الخليج من أجل الوضوء للصلاة فأين هو من تلك الآيات التى تنادى بالعدل ومحاسبة النفس وأحترام الناس وأين هو خشوعه للصلاة حتى يري الصراط أمامه والنار خلفه ليخاف الله ويتقيه فى شعبه ؟. أين هو من عدل وحسن خلق النبي الكريم عليه الصلاة والتسليم وأين من مواقفه صل الله عليه وسلم عندما قال له رجل إعدل يامحمد فإنك لم تعدل وكان الصحابة يريدون أن يقتصوا له من الإعرابى وهو يقول له إذا لم أعدل فمن يعدل وأين هو من أخلاق وكرم وتواضع أبوبكر الصديق الذى يأتي بماله كله لدعم جيش المسلمين بينما هو وأسرته يمتلكون المليارات والمزارع والقصور والشعب ينام جائع وأين هو من عمر بن الخطاب الذى حكم وعدل وإرتاح لم يتحدي أمرأة نصحته . أين هو من عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب وعمربن عبدالعزيز والكثيرون من عاهدوا الله وصدقوا وهو أعلم بسيرتهم منا .
طريقة التهديد لا تغير مسار هدف الشعب لكن لصبر حدود وإن الله يمهل ولا يهمل وأنظر الى فرعون وهامان وكسرى وقيصر وفى زماننا إين معمرالقذافى عندما نادى شعبه بالجرزان وهو يهددهم ويتوعدهم . لماذا الخوف والتهديد من عصيان الكيبورد والواتساب إذا كنت واثق من نفسك أنك على حق وحكمت وعدلت ولم تُغل وتطبق شرع الله حقا وتحارب الذين يسعون فى الأرض فسادا لما تطرقت له فى خطبك الجماهرية . الشعب يحتاج للعلاج والغذاء والتعليم والتنمية وليس بأن يبارزك فى الشارع لان الموقف ليس إظهار القوة وإنما ولاية وهبك الله لها وأنت مسئول أمام ا لله عن هذه الرعية ولا تعلم تلك الولاية لخير لك أم شر مؤجل .
تعلم ياسيادة الرئيس بأن أهل الشرق يحتاجون لماء الشرب والأكل ولتعليم والصحة والإستقرار والتنمية ليس للإظهار قوتك والتفاخر بأمنك وتذكر قصة طالوت وجالوت وتذكر كم من فئة قليلة قلبت فئة كثيرة بأذن الله لان الله لا يرضي الظلم والتكبر والتعالى على الناس . ندعوك للإعتذار لهذا الشعب الكريم حتى لا ينفجر من الإهانة والشتم الذى سمعه من بعض المحسوبين على الحكومة لان إنفجار هذا الشعب لا تقهره قوة ولا يمنعه بشر. فقط تذكر مبارك وعلى صالح وبن على والليل ليس بطويل والنهار ليس بقصير والله على كل شىء قدير.
شباب الكيبورد والفيس بوك والواتساب لا يعولون على المعارضة ولا على الحركات المسلحة ولا على حزبكم الذى قسم الشعب الى طبقات وقبليات وفئات وأصبح الغني ليس غنى النفس والتقوي وإنما غنى الكسب الحرام والرشوة والسلطة . شباب الكيبورد والفيس والواتس هم الذين قلت عنهم يوما أمل المستقبل ورافعى رأية الجهاد وناصرى الإسلام لكن هجر بعضهم الوطن من أجل أن يعول أهله وأسرته بدل أن يتسول لهم أو يهان من قبلكم . وبعضهم صبر وأحتسب الأجر من الله ويكافح لأنه مؤمن بقضاء الله وقدره وينتظر رزقه المكتوب له . هؤلاء الشباب فيهم الكبارمن الرجال و النساء ومنهم المعلم والدكتور والمهندس والجندى والطالب والمزارع والعامل لكنهم شباب بإيمانهم وكرامتهم وصبرهم .
عفوا أيها شباب وشياب ونساء وبنات الوطن أنتم لستم جبنا ولكنكم كرماء ولا يؤثر عليكم ما يقوله قادتكم بأن الكهرباء جات جهزوا الباقات و أتحداكم تخرجوا وألحسوا كوعكم ولا تصدقوا أنتم الإنقاذ كما يقال لكم لانكم تعلمون من هم الإنقاذ لكن تحلوا بأخلاق الحبيب صل الله عليه وسلم حتى تدخلوا القصر وتقولوا لهم كما قال عليه الصلاة والسلام عندما دخل مكة وقال للأهلها ما تظنونى فاعل بكم قالوا : خير ، أنك أخ كريم إبن أخ كريم وقال لهم : إذهبوا فإنتم الطلقاء (لكننا بعد أن نأخذ حقنا منهم ).

عمر الشريف

Exit mobile version