مرحباً بالمهدي

٭ روى رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي ذات مرة طرفه حيث قال: بعد الانتهاء من صلاة الجمعة سلم أحد المصلين على جاره الملتحي من أنصار السنة وقال له حرماً – فنهره ذلك الملتحي وقال له هذه بدعة .. فرد عليه الرجل ( ومساختك دي من السُنة)؟؟.
٭ والخرطوم تفتقد الصادق المهدي بطرفته وبلاغته وحتى بمساخته وهو ينتقد خصومه السياسيين وعلى رأسهم المؤتمر الوطني .. المهدي يعلن وصوله في ذكرى تحرير الخرطوم الذي كان في 26 يناير 1885م.

٭ ورئيس الجمهورية ينتقده كونه من شاكلة المحتفلين باعياد ميلادهم ويلعبون التنس .. ولكن (لعبة) السياسة تجعل المسافة بين الحزب الحاكم والأمة القومي قريبة جداً رغم مناخ (التنافر) بينهما الآن من خلال تبادل مدفعية الانتقادات والاتهامات بين الطرفين.
٭ حسناً فعل المهدي عندما هاجم مشروع (العصيان) فالصادق بذكاء لا يستهان به بحيث لا يمكن أن يخوض مع التائهين، ثم إن الصادق المهدي يخوض حرباً مع الحكومة لكنها دون إطلاق نار.
٭ كما أن مشروع حزب الأمة القومي الحقيقي، عبر نافذة كيان الأنصار، إسلامي كامل الدسم رغم أنف نائب رئيس حزب الأمة القومي مريم المنصورة ومحاولاتها المستميته للتقارب مع قطاع الشمال والحركات المسلحة.

٭ وقطعاً لا قطاع الشمال يهضم المهدي زعيماً عليهم، ولا الأخير تطاوعه نفسه الأنصارية أن يكون تابعاً للمد الشيوعي، والذي لا يتوافق لا فكراً ولا منهجاً مع رؤية حزب الامة القومي.
٭ اختلفنا أو اتفقنا مع منهج الصادق المهدي وتردده في حسم كثير من المواقف، إلا أنه كثيراً مايسدي للحكومة منافع لا تحصى ولا تعد .. كان أبرزها أنه شجب دخول قوات العدل والمساواة لأم درمان في العام 2008 م.
٭ وأن المهدي كذلك غير مفهوم الكثيرين تجاه الحكومة .. فما عادت نغمة (إسقاط النظام) رنانة ولا قابلة للاستخدام مع تطورات الأوضاع من حولنا ودونكم مايجري في دول الجوار والمنطقة خاصة سوريا.

٭ ظل المهدي يدور في فلك (الديمقراطية)، رغم نقصان جرعتها داخل حزبه، ولكنها أفضل من لغات عرمان وعقار ومن شابههم .. نعم خاشنت الحكومة المهدي بمثلما هو (خاشنها) وقدح في قوتها العسكرية.
٭ لكن الذي لا يمكن إغفاله أن هناك ثمة رابط بين المهدي والحكومة، وهو رباط وثيق غير كثيراً في العملية السياسية وفي شكل الحكومة والمتمثل في مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق.

٭ كانت مشاركة عبد الرحمن في الحكومة – رغم تبرؤ حزب الأمة منها – مشاركة لها رمزيتها وقيمتها، وأضفت حيوية على القصر، والذي لو لا عبد الرحمن لكانت كل وجوهه مؤتمر وطني بعد فشل نجل الميرغني أن يكون ضمن منظومة عمل واحدة وهجرة الدقير.
٭ ومهما يكن من أمر فإن المهدي تحرك في ملعب التنس، وبإمكانه التحرك بذات النشاط في ملعب السياسة، ودليلي على ذلك حديث أحمد المهدي لهذه الصحيفة بأن الرئيس البشير أبلغه بأنه أعطي الصادق الأمان (مية في المية)

إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version