الحوار الوطني (جنوب السودان) كلمةُ حقٍ أُريدَ بها باطل..!!

تواً الحكومة في جوبا عرفت ان لا وطن الا بإتفاق جميع مكوناته الاجتماعية والسياسية, وهي الحقيقة الوحيدة ان منعت نفسها من فهمها, منذ المؤتمر المشؤوم للحركة الشعبية, والتي إنزلقت البلاد بعدها إلى حربٍ لا هوادة فيها,, حربٌ عبثية وقودها الدوافع القبلية, من حبٍ للسيطرة على الآخر وإلغائه تماماً.

يطرحون الان برنامج الحوار الوطني, بعد أن عرفوا أن لا طريقٌ آخر يُخرجُ البلاد من أزمتها سوى الحوار الوطني . وأين هوذا وطن الذي يُتحاوْر من أجله.وطن نصف شعبه إما مُهّجر قسراً أو مقيم في مخيمات اللجؤ الاممية. والجارة يوغندا إقتعلت 1500 متر طولي من أراضيه من مدينة “بيبيه” حتى كوبري “نمولي” وأثيوبيا إقتلعت من “كوير قينق” حتى “جكو”..!!

سؤال لماذا فرضّتم في إتفاقية أغسطس الموؤدة؟ سوى الرغبة مع سبق الاصرار والترصد, بعدم وجود الدكتور ريك مشار في القيادة, لأنكم بالطبع تكرهون الذين يحرصون على مصلحة البلاد من أمثاله وبفهم منفصل من توجهات “الجيينق كانسل”.
الحوار الوطني..عبارة عن محاكاة للدولة الام أو الجارة السودان, لكن ما لا يعرفه أغبياء جوبا, أن ازمات السودان ليست على شاكلة أزماتكم, حتى تُقْدّمون على محاكاتهم, بهذا الشكل المشوه. السودان دولة مؤسسات ينبغي ان يحتذى بها, لأن التشبه بالرجال فلاحُ!.. السودان دولة يُعلى فيها حكم القانون وصون الحقوق الدستورية والقانونية لكل مواطن سوداني بغض النظر عن اللون او العرق. وهذا ما ليس موجوداً في الجنوب.!!

السودان به شعور قومي وأحساس بالانتماء للجزء الذي بقي من شكل خريطة السودان القديم الذي يشبه الضُرسُ المُسّوِسْ والعهدةُ على القائل..!!

السودان به دين وعقيدة واحدة تجمع الناس على كلمة سواء, وفي الجنوب هناك قبيلة واحدة تريدُ من البقية أن ينصهروا معها او يتصاهروا ويلغوا حاجياتهم.. نموذج “الجور شول” وهم الذين خرج من صلبهم أبو جهل الجنوب ليتنسم السلطة باسم الاغلبية الغبية المسيطرة كما يقولها أهلي “مدينق بور”.!!

في السودان فصل السلطات, الكل في موقعه يعرفُ مهمته, لذلك المدعوون الى الحوار الحوار الوطني , يمشون في الاسواق ويأكلون في مطاعمها,ويداعبون الفتيات في مول الواحة. وفي جوبا يستطيعُ أي من “مثيانق أنيور” الانتقام لقريبه الذي لقي مصرعه في الحرب, وتنفيذ حكم الاعدام رمياً بالرصاص أمام الاشهاد دون مسائلة. فقط من أجل الانتماء القبلي..!!!

وفي السودان الحكومة جالست الحركات المسلحة في حوار دائم لم ينقطع, ذرافات ووحدانا. وحرصت كل الحرص لعدم تفويت أي فرصة تجلب السلام الدائم في البلاد, وجوبا وأدت أتفاقية أغسطس مع سبق الاصرار والترصد, لذلك نقولُ ونجزمُ ونؤمنُ بأن أطلاق الحوار الوطني في مثل هذا الوقت شراءاً للوقت, وكلمةُ حقٍ أريدَ بها باطِل..!!!

بقلم/
شول لام دينق

Exit mobile version