وجدت القانونية هدى جعفر سعيد نفسها أمام أحد خيارين أما أن تعمل في مجال القانون الذي قطعت شوطاً كبيراً في دراسته أم تنحاز للمجال الذي كانت تبدع فيها، منذ أن كانت طالبة في المرحلة الثانوية وهو « الطبخ « الذي يمثل عشقها الأول، كما قالت في حديث خصت به الصحيفة، وبعد تفكير مطول إنحازت إلى هوايتها المحببة ورسمت خططاً لكي تبرع في فن الطبخ، لأنه كما أكدت ليس مجرد صناعة فنكهة الطعام ومذاقه وشكله وطريقة تقديمه مفتاح لشخصية صانعه، ولأن هدى رسامة كانت توكل إليها مهمة هندسة شكل ( التورتات) التي تقدم في مناسبات وأعياد الأهل والأصدقاء، وهذا ما فتح شهيتها أكثر لأن تصبح خبيرة في مجال الطبخ، ولأنها أيضاً درست إدارة الأعمال قررت أن تدير مشروعاً تدرب من خلاله دارسات ومحبات فن الطبخ، فانشأت مركز الهدى للتدريب وترقية الحلويات والمخبوزات والمهارات اليدوية، وخلاله تمكن المرأة من صناعة كل أنواع الأطعمة، وهو يضم عشرات الدارسات ومعهن أصبحت تبتكر أشكالاً عديدة من الأطعمة مستفيدة من الدراسات والمتابعات للبرامج المعنية بالطبخ خاصة المعروضة في التلفاز، هدى خلال سعيها لتطوير صناعة الطعام في السودان زارت العديد من المدارس والسجون وصنعت حلويات وفطائر هناك، كما قدمت العديد من البرامج التلفزيونية وهي دائمة الحضور في قناة النيل الأزرق والتلفزيون القومي، أما عن المشاركات في المهرجانات فهي ترى أن أي مشاركة تزيد من رصيدها وتفتح لها فرصاً لمتابعة التطورات الأخيرة في مجال الأطعمة، لأن هذا المجال كما ذكرت متجدد، والآن تفكر في أن تصبح (شيفاً) عالمياً و ترى أن (الشيف) منال العالم أبرع من يصنع الطعام، وظلت تدون وتكتب الملاحظات من أجل تطبيقها، وعند سؤالنا لها عن مزاج السودانيين في الطعام قالت: مازال المطبخ السوداني محتفظاً بطابعه وخصوصيته رغم الحداثة والتداخل الثقافي، خاصة وأن هناك انتشاراً واسعاً للمطاعم العربية والآسيوية في الخرطوم، وكشفت من خلال الملاحظة والتقصي أن الأطفال يفضلون الحلوى والفطائر، أما الشباب فهم الأكثر تناولاً للكيك، لكن الشابات يفضلن الشوكلاتات، وعن الطعام المفضل لكبار السن ذكرت أن الرجال والنساء أكثر ميلاً للأطعمة السودانية المعروفة والمصنوعة في (التكل) أما هي فلا تفضل طعاماً على آخر لأن لكل طعام كما قالت مذاقاً خاصاً وله طقسه، لكنها مثل كل السودانيين تحب الحلويات أكثر من الموالح.
الخرطوم – دعاء محمود
صحيفة آخر لحظة