قمت باستطلاع نوعى وسط شريحة كادحة تخرج فى الصباح الباكر يوميا تبحث عن رزقها من خلال مزاولتها لاعمال (اليومية )والتى يتراوح اجرها ما بين 60-100 جنيها ليومية عامل البناء ومابين 70-300 جنيها لاعمال يومية الميكانيكى حسب مستوى الاعطال التى يقوم بتصليحها , وتتدرج يوميات عمال واسطوات تركيب وتوصيل الكهرباء والطلاء (الجير والبوهية ) والدرداقين فى الاسواق الشعبية وسائقى الركشات وسائر المركبات العامة وهولاء تتراوح يومياتهم ما بين 100-250 جنيها .
كان السؤال واحدا هل ستعصى مدنيا اذا ما طلب منك ذلك الفعل !
قال التجانى شريف احد الميكانيكيين انهم اصحاب مهن حرة لاتنتمى للحكومة ولاالمعارضة ولالدعاة الواتساب ,, ولمن نوقف عملنا ؟؟ تنتظرنا اسرتنا لنعود اليها بما تحتاجه من طعام على الاقل يوميا ومصروفات المدارس وبعض المتطلبات اليسيرة والتى تحتاج يوميا لتوفير بعض السيولة ..لانستطيع ايقاف اعمالنا لنرضى السياسيين الكبار او الصغار .
وقال عماد عبدالسلام شاب فى العقد الثانى من عمره وهو عامل بناء انه يعول والدته الارملة ورغم ان العدد فردين فقط ولكننا نحتاج الى ثلاث وجبات وبعض الاشياء الاخرى الحياتية فاذا توقفت عن عملى من يوفر لنا ما نحتاج , رغم ان الاسعار نار والاحوال مزعجة اقتصاديا فهل تبقى (ميتة وخراب ديار) حسب وصفه بالمثل السائر .
محمد حسن شاب سائق ركشة يعول والدته وشقيقته وشقيقه قال ان ما يتحصل عليه من اجرة عمله طوال اليوم ينفقه على متطلبات افراد اسرته لانه العائل الوحيد بعد وفاة والده ..رفض الاستجابة لدعوة ان يتوقف عن العمل .
وفى تحليل مختصر لما قمت به اتضح حقيقة ان شريحة (اليوماتية) الذى ينحصلون على اجورهم من مزاولة اعمالهم يوميا لايرغبون فى الاستجابة للتوقف عن العمل وعبروا فى لغة بسيطة ان ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة فى يد الحكومة وهى التى يمكن ان تخفض وتدعم وتحدد الاسعار لصالح المواطن وتراقب تلك الاسعار واما وسيلة التوقف عن العمل والانتاج لن تفعل شئيا البته .
احد افراد هذه الشريحة قال لى (ماذا يعنى عصيان مدنى) قلت له ان تتوقف منافذ كل الخدمات عن اداء اعمالها من مدارس ومستشفيات وجامعات ووزارات وطائرات وقطارات الخ..) قال لى فى حدة .. نحن خارج اللعبة ولن نوقف اعمالنا .. ولاقدر الله اذا عصى الاخرين فنحن سنصلح العربات وندهن الاسوار ونرفع الطوب فوق السقالات وتم جملته بمقطع اغنية فرفور( الحياة لازم تستمر)
شيخ وقور تجاوز العقد السابع ولازال يفتح دكانه لبيع الخردوات قال لى اسمع يا بتاع الحكومة بعد ان عرف اننى صحفى بسونا قال اتعرف ابليس انه اول من عصى الله وتمرد عليه ويعتبر اب المعارضة منذ بدء الكون والخليقة ولذلك كل من يعارض او يعصى فهو من قوم ابليس ولاتقول لى ان هناك معارضة مدنية ولامعارضة ديمقراطية انا ضد العصيان ايا من دعا له وضد من لايهمنى .. واكتفيت بافادته هذه واختتم بأن العصيان رغبة داخلية وليست دعوة فرح او حضور مناسبة غير معروفة الجهة والمكان ومن صاحبها .
كتب- سعيد الطيب
سونا