يحاول الملاكم البريطاني أمير خان حلَّ الخلاف الذي نشب بين زوجته عارضة الأزياء ووالديه المحافظين، مهدداً بأن الطرفين سيخسرانه ما لم يتفقا.
وتتهم زوجته فريال مخدوم خان، البالغة من العمر 25 عاماً، والديه بتحفيز ابنهما على إنهاء زواجهما بعد 3 أعوام من الزفاف، بينما توجه الأم انتقادات للزوجة بسبب عدم لبس الحجاب وارتداء ملابس “ليست مقبولة في الإسلام”، وفق ما جاء بصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
الزوجة هاجمت والدته عبر نشر مقطع فيديو بموقع سناب شات وادّعت أن أسرة زوجها تمارس عليها ترهيباً جسدياً وفكرياً. وقالت فريال، التي توجد في كندا حالياً في رحلة عمل: “حتى حين تقول لك والدتك أن تطلق زوجتك، يجب أن تسمعها؛ لأنها والدتك، لها الأولوية! تباً! إذن، ماذا تكون الزوجة؟ بالضبط كما قلت، أَمَة!”.
وقالت أيضاً إنَّهم يعتبرونها مسلمة سيئة عندما ترتدي ملابس كاشفة، وإنهم يحذفونها من صور العائلة.
ونشرت فريال صورةً لشقيق زوجها، هارون خان، وهو مستلقي عارياً على سرير، وادَّعت أنه كان مخموراً.
وبعد حوالي 3 ساعات من قول فريال إنَّ عائلة زوجها تضغط عليه من أجل تطليقها، توسل أمير لزوجته ووالديه أن يتوقفوا عن مهاجمة بعضهم بشكلٍ علني.
وقال أمير: “أعتذر عن الصور السخيفة والرسائل التي نشرتها زوجتي فريال. ها أنا أعمل بكامل طاقتي على مساعدة الفقراء بوجبات الطعام الخيرية، بينما عائلتي وزوجتي يدمرون سمعتي الجيدة. لم أرغب في أن أكون جزءاً من هذه الفوضى. حياتي ليست إحدى برامج تلفزيون الواقع”.
وأضاف قائلاً: “والديّ هم والديّ، وزوجتي هي زوجتي. أياً كان سوء التفاهم بينهم، كان ينبغي عليهم أن يبقوا الأمر سراً. اذا استمر الأمر بهذا الشكل، سيخسرونني في النهاية. يجب أن يتوقف الطرفان عن هذا السلوك الطفولي. يجب أن يتوقفوا عن ذلك. لقد اكتفيت”.
الإثنين 12 ديسمبر/كانون الأول، تحدث والدا أمير خان لصحيفة “الديلي ميل” البريطانية عن خلافهما المتزايد مع زوجة ابنهما للمرة الأولى، ونفيا اتهامهما لهما بإساءة معاملتها ومضايقتها.
وفي حوارٍ صحفي مع مرتضى علي شاه بقناة “جيو نيوز” الباكستانية, نفى ساجاد وفلك خان، والديّ أمير، ادعاءات فريال، وقالوا بأنها تكذب، وأنهم لم يسيئوا معاملتها ولم يعتدوا عليها، وكانوا يعاملونها مثل ابنتهم.
وقال ساجاد: “فريال كانت ترتدي ملابس غير مقبولة في الإسلام. أطالب فريال بتقديم دليل على العنف الذي تعرضت له، أين الدليل؟ كنا نعاملها دائماً باحترامٍ شديد، ونمنحها نفس الاحترام والحب الذي نمنحه لابنتينا”.
وقالت فلك، والدة أمير، إنَّ فريال وصفتهما بكلمة “paindoo”، وهي لفظٌ أردي بمعنى قرويين، يستخدم كإهانة للإشارة إلى السكان البدائيين في ريف باكستان.
وأضافت فلك: “أنا فخورة بكوني باكستانية، وكنت أحترم دائماً أهل زوجي، وكان لدينا تقاليدنا وقيمنا. لم يسيء أحد معاملة فريال. طلبت منها مرة واحدة فقط ارتداء الحجاب ولكنها رفضت. ولم أحدثها في الأمر ثانيةً”.
وقال الوالدين إنَّ أمير قال لهما إنَّها لا تطيعه، وأنه عليهما الحديث مع أهلها بخصوص ذلك. وأضافوا قائلين: “رغم أننا نعيش في نفس المنزل، إلا أنها لا تختلط بنا، وتدعونا بالقرويين. يبدو أنها نسيت أن هؤلاء القرويين هم من أنجبوا أمير وقاموا بتربيته”.
وعلق أمير الإثنين 12 ديسمبر/كانون الأول، في تغريدةٍ على تويتر قائلاً “كنت أدعم زوجتي، لأنها كانت على حق. منذ تزوجت وأنا أرى الطريقة التي تتعامل بها عائلتي وأقاربي. لم يكن الأمر عادلاً. لست سعيداً بما يحدث الآن، الأمر شخصي، وكان ينبغي أن يظل كذلك. استمر أقاربي في النشر على الشبكات الاجتماعية عن المشكلة، ولكني طلبت من والدي أن يأمرهم بمسح ما نشروه، ولم يستمع أحد لما أقول. كنت صبوراً وهادئاً، ولكن فريال قالت إنَّها لن تستطيع التحمل أكثر من ذلك، وأن عليها الحديث عن الأمر، ولذلك فعلت ما فعلت”.
وأضاف أمير: “كنت أدعمها حين كان الأمر يتعلق بمضايقة عائلتي لها. ولكني لم أدعمها أو أدعم أقاربي في هذا السلوك الطفولي في وسائل الإعلام، والشكوى ومهاجمة بعضهم البعض. الأمر يخرج عن السيطرة، ويجب أن ينتهي”.
ويبدو أن هذا الخلاف العائلي قد خرج بالفعل عن السيطرة في الأيام الماضية.
إذ تحدث ساجاد خان، والد أمير، من منزله في مدينة بولتون وقال: “أنا أبٌ لابنتين، أعاملهما مثلما أعامل فريال. كل هذه الأمور بدأت بسبب الملابس التي ترتديها فريال، وقد طلبنا من أمير أن يجعل زوجته تتوقف عن ارتداء مثل هذه الملابس، وحتى لو اضطرت فريال إلى ارتداء هذه الثياب، فلا داعي لنشر صورها وهي ترتديها على الشبكات الاجتماعية.
كما نفى والد أمير خان ادعاءات فريال بأنها تعرضت للعنف من قبل عائلة أمير، وقال إنَّها ليس لها أساسٌ من الصحة. ولكنه رفض الإدلاء بمزيد من التعليقات حول ما أسماه “بالاتهامات الباطلة”.
وقال والد خان أيضاً إنَّ فريال وأمير مروا بأوقاتٍ عصيبة.
وكانت صورة فريال قد حُذِفَت من إحدى الصور العائلية، وأُعيد نشرها على الشبكات الاجتماعية.
وبعد هذا الحوار الصحفي، استخدمت فريال موقع “سناب شات” للرد على ما قاله أهل زوجها.
قالت فريال: “يمكن أن تذرف دموعاً وهمية، لكن لا يمكنك تزييف الدلائل. فلدي أمٌ أيضاً، ورأيتها تبكي من قبل. لا يعني أنها لم تبكِ من قبل أمام الجميع أنها لا تملك قلباً. قريباً سأفصح عن كل شيء. فأنا أكره الكاذبين! وسأستمر في الحديث”.
وكانت الرسالة التالية التي نشرتها فريال على “سناب شات” تقول: “يمكن أن تكون لصاً، أو قاتلاً، لكن طالما كنت أماً وبكيت أمام الناس فسيتعاطف معك الجميع سواءً كنت كاذباً أو صادقاً، يا له من ظلم!”
وقالت في الرسالة الثالثة: “بعد كل هذا، مشكلتي الحقيقية هي ملابسي؟! لكن ليست مشكلتي الحقيقية هي أنهم لا يقبلونني وكوني قضيت 3 سنوات في جحيم؟ هل هذا أمر عادي؟ إنه تفكير مثير للاشمئزاز”
وكانت الرسالة الأخيرة صورة لهارون خان، أخي أمير، بدون ملابس.
3b5e65ab00000578-4029682-image-a-10_1481719689760
وكانت فريال، التي تزوجت خان في عام 2013، قد قالت سابقاً لصحيفة “ذا صن” البريطانية إنَّها “ترتدي ملابس عصرية”، مضيفةً أنها “بائسة” و”تشعر بالاكتئاب”.
وقالت: “لم أشعر أبداً بأنه يمكنني فعل أي شيء صحيح, فقد كنت أتعرض للمضايقات الجسدية والفكرية”.
وادَّعت أيضاً أن زوجها قد عارض والديه، وقالت “زوجي يشعر بأنه رجل الآن، هو أكثر سعادة وأنا أيضاً”.
وزعمت فريال الأسبوع الماضي على موقع “سناب شات” أن أهل زوجها يحاولون تدمير زواجهما.
وأشارت إلى أن والديّ خان فلك وساجاد حاولا تفريقهما، مضيفةً أن معاملة أسرة زوجها له كانت “مثيرة للاشمئزاز”.
وادعت أيضاً بأنهم كانوا يعتدون عليها بالضرب عندما كانت حاملاً في ابنتهما التي تبلغ الآن عامين.
وكتبت فريال، التي بدأت أولى عروض أزيائها الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول، في رسائلها قائلةً: “لا تزوِّجوا أبناءكم اذا كنتم ستعاملون زوجاتهم بشكلٍ سيء”.
وقالت أيضاً: “لقد كنت دائماً هادئةً جداً، ولكن هذه الرسالة يجب أن يأخذها الجميع على محمل الجد! عندما تزوجون ابنكم لامرأةٍ ما – يجب أن تعاملوها كما تعاملون بناتكم. سوف يكون ابنكم سعيداً جداً، وأنتم أيضاً”.
وتعيش فريال وزوجها أمير خان في منزل أسرته مع والده ووالدته وأخيه هارون (25 عام) وشقيقته ماريا (19عام).
وأضافت فريال قائلةً: “من المؤسف أن تتوقعوا أن تعيش زوجة ابنكم معكم، وتعاملونها مثل العبيد. لكن بناتكم لم تعش يوماً مع أهالي أزواجهم. أتتوقعون أنه من المقبول أن تأمرونني بشيء؟”.
وادَّعت فريال، عارضة الأزياء وفنانة التجميل، أيضاً أن شقيقة زوجها ماريا، الشريرة التي تكرهها، قد أتت للاعتداء عليها بالضرب عندما لم يكن زوجها بالمنزل.
وفي المقابل، ردت ماريا بأربعة رسائل.
وقالت في إحدى رسائلها: “لست بحاجة إلى تبرير موقفي على الشبكات الاجتماعية، لأن الله يراقبني”. ونشرت صورة شخصية لها على موقع “سناب شات”، وأضافت قائلةً “هل أبدو كشخصٍ يمكنه إيذاء أحد”.