رن جرس الهاتف لديه .. فتح الخط مرحبا ليتلقی سيلا من الشتائم والسباب .. الهام لم تعطه حتی فرصة او مجالا للرد ووقعت فيهو بری شديد .. يا عديم الأصل .. يا تافه .. يا منحط .. يا مرمى … دی عملية تعملها .. انت ما دام ماراجل جايينی ليه … وكلما حاول عثمان أن يفتح فمه القمته حجرا … وكل مرة تزداد دهشته وحيرته وانفعاله … نبذ السواد والرماد .. البت ما خلت ليهو صفحة يرقد عليها … هيجان وثورة شديدة ترغی وتزيد … ثم انفجرت تبكي .. فالتقط عثمان الكلام وسالها هسی الشتيمة دی كلها انا سويت شنو ؟؟؟
فردت عليه وهي تتنهد وبحرقة والم شديدين … والله صحيح الاختشوا ماتوا … تقول لي ماشی تجيب أهلك وتمشی وما تجی وتخلينی انا أكلم اهلی .. وتختنی فی موقف بايخ زي ده وكمان تقول لي شتيمة .. يا عواليق يا جبان يا ما مربی .. انت ما عندك أخوات .. بالذمة لو عندك ذمة بترضی الحصل لي ده يحصل لی واحده من اخواتك ….. فعرف الرجل أن الاتصال خطأ والرقم ليس هو الرقم المطلوب وأنه لم يكن الشخص المقصود … فرد عليها قائلا وقد انفعل مع الشتيمة والسباب وبكاء ودموع البنت : شوفی انا ما الزول القاصداهو انا ما بشير .. انا عثمان وانا زول متزوج وبی اولادی ولا شفتك ولا بعرفك .. لكن على الطلاق الليلة الدايراهو بتمو ليك .. الا كان تابی انتی .. النوريك الرجالة وفراسة أهلك الشكرية …. فصمتت الهام برهة ثم أخذت تعتذر وتروی لعثمان الحصل من بشير .. وقبل أن تنتهی المكالمة الخاطئة قبلت الهام التحدی ووافقت وتم الاتفاق بين الهام وعثمان علی الزواج ووصفت له الهام المدينة التی تقيم فيها ورقم المنزل واسم العایلة ولم يخيب عثمان ظنها وسافر والتقی بأهلها ووجدها من أسرة محترمة وبنت رجال فعلا وفاتح أهلها فی الموضوع فوافقوا بشرط واحد فقط أن يحضر أهله وقبل أن يغادر تودعه الهام وتقدم إليه كرتونة مليانة بالقروش وتقول له انا لا أعلم كيف ظروفك هذا هو مهری قدمه لاهلی عندما تعود .. ويذهب عثمان ويعود بمعية أهله ويتم الزواج والفرح والآن تمضی الحياة بينهما فی سعادة وهناء وسرور .. بسبب اتصال علی رقم خطأ وتتحول الإساءة والشتيمة والسباب الی ألفة ومودة وسكن … ويا ريت كل الإتصالات الخاطئة تطلع زي كده وتثمر عن وفاق ولقاء وزواج .
قصة حقيقية .. والمصدر جار وقريب الأسرة مباشرة .
بقلم
أحمد بطران