يواجه نادي المريخ عددا من التحديات الصعبة خلال الفترة المقبلة، بسبب توالي مجالس الإدارات المعينة، وعدم الاعتماد على مجلس منتخب يقود النادي.
ففي أكتوبر/ تشرين الأول 2015 استقال آخر مجلس تم انتخابه من الجمعية العمومية لنادي المريخ، وفي ذات الفترة تولى المهندس أسامة ونسي رئاسة لجنة تسيير الأعمال.
وبعد 3 أشهر تم التجديد لونسي ولجنته، وفي مايو/ آيار 2016 فشلت مساعي المجلس في حشد عضوية تقود النادي إلى جمعية عمومية تأتي بـ”مجلس إدارة منتخب”.
ورفض ونسي الاستمرار لفترة ثالثة، فجاء جمال الوالي رئيسا للجنة تسيير جديدة بالمريخ في يوم الخميس 9 يونيو/ حزيران الماضي، وذلك بعد ضغوط شديدة جدا مورست عليه.
وبعد 6 أشهر، وهي فترة عمل اللجنة، جدد وزير الرياضة بولاية الخرطوم اليسع الصديق أمس، الأربعاء، الثقة في الوالي ومجلسه الحالي، مع تعديلات طفيفة على تشكيل المجلس.
وبهذا المنهج المستمر في سياسة التعيين من قبل السلطة الرياضية وقبول قاعدة نادي المريخ الجماهيرية بالمنهج نفسه، فإن النادي الأحمر يكون قد أدير بواسطة 4 لجان تسيير خلال 14 شهرا، ما أجبر النادي على مواجهة تحديات وتساؤلات.
ومن بين التحديات عودة المريخ إلى إدارة النادي عن طريق مجلس إدارة منتخب، لأن النادي سيعبر عن صوته في الجمعيات العمومية المختلفة باتحاد الكرة السوداني، أو التنظيمات ذات الصلة بكرة القدم في السودان كرابطة أندية الممتاز، بشكل شرعي ومستحق، لكن لجان التسيير ستجعل المريخ رقيبا فقط وليس مشاركا، وبذلك لن يكون له دور مؤثر على أحداث وتحولات تاريخية ستمر بها الكرة السودانية خلال الأشهر الثلاث المقبلة.
وأكبر تحدٍ يواجه لجنة التسيير الجديدة، العمل على عدم تغييب العملية الديمقراطية التي تأتي بمجلس إدارة منتخب، وذلك يعني أن تبذل اللجنة مجهودا كبيرا لإقناع قاعدة المريخ الجماهيرية على تنظيم نفسها بالتسجيل لعضوية النادي للمشاركة في جمعية عمومية تعيد للنادي صوته الرسمي في مؤسسات الكرة السودانية والمشاركة في قراراتها.
هناك تحدٍ داخلي للجنة التسيير الجديدة يتمثل في حق التعبير عن موقف النادي الرسمي من خلال تصريح رسمي لوسائل الإعلام تجاه أي قضايا متعلقة بالنادي، وهو أمر حدث فيه لبس شديد، لأنه في الأصل حق يملكه الأمين العام للنادي بطبيعة الحال، ما لم يفوض سلطته ويطلب من مجلس الإدارة تعيين متحدث أو ناطق رسمي بإسم النادي والمجلس معا.
لكن في ذات الوقت، فإن استمرار نهج تعيين مجلس الإدارة بالمريخ، وخلال فترة جمال الوالي تحديدا، نعم الفريق بالاستقرار الفني والمالي والإداري بشكل أقرب للمثالية، وذلك أمر يمكن ملاحظته في واقع فريق كرة القدم الذي يتواجد بتركيا منذ أكثر من أسبوعين وفي إنجاز ملف التعاقدات المحلية والأجنبية بسرعة وبقوة مالية.
ويلاحظ كذلك في التعيين الجديد للجنة التسيير التي جاءت تحمل نفس أسماء اللجنة السابقة مع تبادل في بعض المواقع كالأمين العام وأمين الصندوق بكل رضاء ما يعني وصول التركيبة الإدارية مرحلة الانسجام، ما أسكت أي صوت يمكن أن يعارض العمل والجهد المبذول في النادي الذي جلب له الاستقرار بعد المعاناة.
كووورة