اليساريون والليبراليون السودانيون وخطاب الكراهية لإنسان شرق السودان

في غالب الحشود التي يقيمها المؤتمر الوطني في الساحة الخضراء بالخرطوم عادة ما تشارك الجاليات المدعومة والموجهة مباشرة من سفارات بلدانها ، كالجالية الأثيوبية والأرترية والتشادية وغيرها …حيث تشارك بإعلامها ولافتاتها وتراثها ، وتلتحم مع الجمهور السوداني المحتشد ….ولم نسمع احدا من أبواق اليساري والليبرالي والقومي العنصري ان قال ، أن سكان مدينة الخرطوم أجانب …أو أن الأجانب واللاحئين هم الذين احتشدوا لإستقبال البشير بالساحة الخضراء …بل ولم يشكك أحدا من هؤلاء الحنجورين في سودانية وطنية وانتماء سكان الخرطوم …مثل ما قالوا ذالك عن سكان وأهل ولاية كسلا باﻷمس القريب ، في عنصرية كالحة …وكراهية حالقة …و إقصائية صارخة …

كما أن عيونهم الرمداء لم تترصد زيارات البشير الي مناطق الغرب والشمال والوسط ، وما يحدث فيها من حشود واستقبال جماهيري …لمقارنة ذالك بحشود أهل الشرق عامة ، وولاية كسلا علي وجه الخصوص …علما بأننا نعلم علم اليقين الطرق والأساليب الرخيصة التي تتبعها الحكومة في حشد الناس في مثل هكذا مناسبات …فهناك ميزانيات ضخمة تسخر …ومتعهدي حشود متخصصون …وزعماء قبائل يجندون… و مجانية المواصلات والنقل والبنزين …واسكراتشات مجانية …وتعليق الدراسة بالجامعات والمدارس …واجبار العاملين في القطاعين العام والخاص بالحضور … والشعب غلبان يحشد حشدا رغبة أو رهبة…وهناك نوع أخر من الناس مغرم بحب الإستطلاع …و قطعا لا تعبر هذه الحشود علي شعبية النظام …وهي حالة طارئة لأخذ الصورة واللقطة ، من الحاشد والمحشود …

ولو صرخ أحدكم في احدي الأسواق لأجتمع حوله آلآف في لحظة ….الذين احتشدوا لإستقبال الرئيس البشير في ولاية كسلا هم مواطنون سودانيون …بل هم مواطنون اقحاح من عمق السودان القديم الذين عرفهم التاريخ منذ سبعة آلاف سنة علي هذه الأرض ….حيث حشدوا ..واحتشدوا بنفس الطريقة التي تشحد بها الحكومة بقية السودانين في مناطق الخرطوم والوسط والشمال والغرب …فما هو جرمهم …ولماذا يتم التشكيك في انتماءهم للوطن …ويسلخون من جلد الهوية الوطنية، واللحمة السودانية …فقط لأنهم أهل الشرق….ولهم امتداد ثقافي وجغرافي وديمغرافي علي طول فضاءهم البجاوي التاريخي القديم ، وهذا لعمري فخر لهم ، وميزة نسبية يحسدون عليها …كما لبقية أهل السودان في الشمال والغرب والجنوب عندهم نفس الإمتداد والتواصل عبر حدودهم المجاور لهم ….

أعتقد مقاربة من هذا النوع من المعارضة ، القائمة على فوبيا العنصرية والكراهية للشعوب في معارضة النظام … منهجها خاسر …و عواقبها وخيمة …ونتائجها كارثية علي الوطن والمواطنين ….

كما نجزي كامل احترامنا وتقديرنا للجاليات الأجنبية …و للاجئين المقيمين بالسودان من الدول المجاورة ….والعدالة للجميع ….
…لا الكراهية …
…لا للعنصرية …
…لا لتفجير وتمزيق النسيج الإجتماعي السوداني القائم علي التعدد والتنوع ….

نعم للعصيان المدني السلمي الذي أطلقه النشطاء والشباب عبر شبكات التواصل الإجتماعي ، وهم في أغلبهم من غير المسيسين …وينتمون إلى غالب الشعب السوداني …ويرفضون الفساد ..والإسبداد …وزيادة الأسعار ….ورفع الدعم عن الدواء ..وكل السياسات الظالمة التي تثقل كاهل الشعب ….

واخيرا نقول لليساري …والليبرالي …الأستبداد والفساد الذي تعارضونه، هو جه آخر لدولة الكراهية والعنصرية التي تنشدونها…ومن الشرق تطل الشمس علي السودان لتبدد خيوط الظلم والظلام …..وإنسان كسلا في حدقات عيون الوطن .

بقلم
نور الدين أبيب

Exit mobile version