تزوير خطاب الرئيس

أطلعت علي الخبر الذي بادرت به وكالة الأنباء الفرنسية و نقلته عنها معظم الوكالات و الفضائيات الخارجية عن خطاب السيد الرئيس في مدينة كسلا و كان الخبر المنقول مجافيا تماما للخطاب و نصه الذي إستمعت إليه صوتا لعدة مرات

و إذا كان من إمكان لتجاوز ما أوردته الصحف الناقلة فإن القنوات الفضائية التي تملك فرصة نقل الخبر صوتا يبقي غريبا أن تتجاوز و لا تفعل هذه الخطوة الأساس و الجوهرية من الناحية المهنية لضمان صحة و صدق ما تنقل خاصة و هو خطاب من الرجل الأول في الدولة و كان أمام حشد كبير من المواطنين

بالطبع لم تتأخر وسائل التواصل الإجتماعي و خاص من المجموعات التي لها موقف مضاد من أن تروج بذات النهج و ترتكب ذات الخطأ في تجاوز النص الصوتي الذي يبين حقيقة ما تنقله
الترويج غير السليم و غير الصحيح يصيب الناقل و المروج و يفيد الذي ينقل عنه خطأ
و بناء المواقف السياسية علي المعلومات غير المؤكدة يرتد علي هذه القوي السياسية المروجة و يصيب مصداقيتها ليست أمام جماهيرها فقط بل أمام الشعب السوداني كله

تهديد الرئيس للمعارضين لم يكن في هذا الخطاب و لا كلمة قريبة منه بل كان الأقرب أنه كان خطابا تصالحيا إذا صح الوصف أكثر منه خطابا تصادميا
كان تصالحيا في غير إنهزام حيث أوضح القوة التي تستند إليها الحكومة في مواقفها أمام دعوات العصيان التي وردت أصلا في الكيبورد والوسائط

أزمة الدعوة للعصيان أنها دعوة غامضة بلا قيادة واضحة بل الواضح منها أنها تقف علي ساق و دعم القوي المعارضة المعلومة في السودان و التي تحاول بعض اصوات العصيان أن تنكر و تنفي صلتها بهذه الدعوة
رموز المعارضة و أحزابها هي من أيدت و ساندت الدعوة و طالبت بالإلتزام بها
ساندها السيد الصادق المهدي و السيد ياسر عرمان و الحزب الشيوعي السوداني و يقوم علي التحفيز لها حزب المؤتمر السوداني و غيرهم
أليست هذه هي المعارضة السودانية المعروفة ؟

خطاب الرئيس في كسلا خاطب جماهير الولاية و ذكر بأن أهل كسلا لم يهربوا منها عندما توجهت القوي المسلحة للهجوم عليها بل هرعت إلي مخازن السلاح و حملته و حمت به المدينة
الخطاب طالب قوي العصيان أن تخرج للعلن وانها إذا خرجت ستجد الجماهير

فشلت دعوات العصيان التحضيرية لإطفاء الإنارة و فشلت دعوتها في أطلاق الأبواق و فشلت أيضا في رفع الأعلام السوداء و كان الفشل الكبير في تزوير خطاب معلن و مسموع لكل الناس
هذا الفشل الكبير ألجاء كثيرون للحديث عن مشاركة الشعوب المجاورة من أثيوبيا و إريتريا وهو حديث لا تخلو من تعريض بشعوب صديقة
هذه الأصوات لم تستطع أن تكذب حجم الناس الكبير الذي كان يوم ذاك

راشد عبد الرحيم

Exit mobile version