٭ (أحدهم يسأل رجلاً وين ساكن؟ ويجيبه مع أخوي ويردف السؤال بأخر وأخوك وين ساكن؟ ويرد : معاي، غضب السائل أنتوا الاثنين وين ساكنين؟ فقال له : مع بعض .. ولعل هذا حال المؤتمر الشعبي إذا سألت أياً من قياداته عن شؤونهم الداخلية.
٭ يوحون لك بأنهم على قلب رجل واحد، وأنهم مع بعض حتى تكاد لا تميز بين أي منهم، أو تكاد لا تفهم شيئاً من حديثهم مثل الذي يقيم مع شقيقه والأخير يقيم معه .. لكن الأوضاع بالشعبي خلاف ذلك.
٭ لم يفق الشعبي حتى الآن من صدمة رحيل زعيمه الشيخ الراحل د. الترابي، ولم يُرتب صفوفه بالشكل الذي كان عليه إبان الترابي، ولعل الحزب العنيد لم يُهيئ نفسه إلى مرحلة مابعد الترابي، وهذا حال كل أحزابنا ودونكم الشيوعى بعد رحيل نقد.
٭ مشاركة الشعبي في الحكومة المقبلة، سواء في الجهاز التنفيذي أو التشريعي ستُقلب الأوضاع رأساً على عقب داخل أروقة الحزب، لا يزال يوجد تيار بالشعبي يتمنى سقوط الحكومة وزوالها وهو تيار لا يطيق رؤية (أخوان الأمس).
٭ سبب كل ذلك الحنق والغضبة المضرية، أن شخصيات بالوطني تقدمت الصفوف في غفلة من الزمان عقب المفاصلة وتسللت كما الضوء وتبوأت مواقع متقدمة في الحكومة ماكان لها ذلك لو لم تفتن السلطة الأخوان.
٭ ومثل هذا التيار يؤثر بطريقة او بأخرى على التيار الذي تناسى مرارات المفاصلة وماتلاها من اعتقالات وتضييق.. وقد تتقاطع مع تيار ثالث عقلاني يركز الآن في جمع شمل الحزب.
٭ الأوضاع بالشعبي أياً كان شكلها في المرحلة المقبلة ستؤثر على المشهد السياسي وعلى الوطني تحديداً .. ليس من حزب متابع للراهن السياسي مثل الشعبي، ثم أنه الحزب – أي الشعبي – الذي صبر حتى يصل الحوار إلى نهاياته.
٭ واضح أن الشعبي له أهداف خفية من خلال صبره غير المحدود على مرحلة الحوار، وينتظر بفارغ الصبر أن تمضي كل توصيات الحوار إلى نهاياتها، وعلى رأسها الحريات، ليقول كلمته والتي قد تكون بمثابة انفجار.
٭ أي (ربكة) داخل الشعبي، قد تحدث هزة عنيفة في بناية (مخرجات الحوار) والتي ستكون آيلة للسقوط، لو لم تنهار .. اختيار خليفة الترابي سيكون مؤشراً لمستقبل ووضعية الحزب .
٭ يبدو أن الامين العام المكلف أبراهيم السنوسي قريباً جداً من الحزب الحاكم، بل إن الشيخ صديق للبشير، ويترافقان في بعض المرات في المناسبات الاجتماعية وان كان ذلك ليس مقياساً كون العلاقة التي تربطهما تعود لما قبل قيام الإنقاذ.
٭ كما أن واقع الحال يقول (لا) إجماع حول السنوسي .. ولا ننسى رؤية الحزب لما يسمى النظام الخالف الذي كان يتبناه الترابي، وانحسر ذلك المشروع ويكاد يكون قد بدأ في التلاشي.
٭ الموقف بالشعبي يبدو غامضاً، مثل أصوات ترى ضرورة تقديم أبناء الترابي سواء لكسبهم أو إكراما لوالدهم – سيان – وغيرها من المسائل غير الواضحة.
إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة