الدليل الذى يبحث عنه سعادة المشير ولم يجده حتى اليوم أو لم يستطيع أن يثبته له المراجع العام أو المواطن العادى ولا السلطة القضائية فإن الدليل واضح وبين كالشمس فى نهار الصيف لكننا لا نستطيع الوصل إليه . سعادة المشير كم من ضابط برتبة عقيد وعميد ولواء حارب بجانبك من عام 1980م اليوم يملك منزل متواضع فى أحياء العاصمة القديمة أو المدن والقرى المتواضعة وبعضهم مازال يسكن بالإجار هل هؤلاء مبذرين أم سفهاء مضيعين وأنت أعلم بهم منا . قارن هؤلاء بمن وجد منصبا فى عهدكم .
الدليل سعادة المشير هناك ملايين من المواطنين هاجروا قبل وبعد الإنقاذ وهؤلاء فيهم الطبيب والبروفسير والمهندس والمستشار والعامل والراعى والموظف ويتقاضي بعضهم أضعاف رواتب الوزراء والولاء والمعتمدين وبعضهم له أكثر من سبعة وعشرون عاما لكنه لم يمتلك القصور والمزارع والعمائر فى الداخل أوالخارج بينما هناك وزراء وتنفيذين وأصحاب مناصب دستورية او حزبية يعيشون فى نعيم الدنيا الزائل وقد تعرف قصور بعضهم عند زيارتك لهم فى مناسباتهم وهم فى المناصب الحكومية والحزبية مضت عليهم سنوات لا تتعدى اصابع اليد الواحدة .
بنات مهيرة السودانية يا سعادة المشير تقلدن المناصب منذ الإستقلال لكن لم يسمع أحدا بأن لهن قصورا وفلل وشركات ومؤسسات خيرية يقتاتن منها ولا إستثمارات خارجية حتى الرؤساء السابقين عليهم رحمة الله أجمعين لم يتركوا مزرعة كبيرة ولا شركات وقصور وإستثمارات خارجية للأبنائهم وهم يعيشون وسط مساكن الشعب ويشاركوهم مناسباتهم بكل تواضع وإحترام لانهم لم يتحدوهم ولم يتكبروا عليهم . هناك شخصيات لها وزنها ومكانتها الإجتماعية والدينية والسياسية لكن لم نسمع لهم بإستثمارات خارجية ولا قصور ومزارع داخلية .
كيف ياسعادة المشير يمتلك مدير مكتب أفخم فيلا وعملات أجنبية فى خزينته وحسابات فى بنوك دولية وكيف لزوجات تقلدن مناصب حكومية وخيرية وحزبية وتظهر عليهم الثروة الكبيرة والمبانى الفخمة والشركات المميزة فى عهد العدل ومحاربة الفساد ؟ لقد تقلدت منصب مكافحة الفساد ولكن لم تجد مفسد وفساد وطالبت بالدليل والإثبات فمن أين يأتى لك الشعب بالدليل والإثبات الذى تريده ؟ لقد إقتنعنا بأن ليس هناك فساد لكن هناك عباقرة إستفادوا من الفرص المتاحة لهم وبتفكيرهم وخططهم التى جعلتهم يشار لهم بالبنان بعد أن كان بعضهم يتسول قيمة صحن الفول بدل أن نقول قيمة السجارة . وهناك سفهاء ومبذرين صرفوا ما عندهم لدعم أهلهم والمشاركتهم فى تشيد مرافق الخدمات التى يحتاج إليها أهلهم وشعبهم ومازالوا فقراء فى الغربة أوفى الوظيفة داخل وطنهم .
نحتاج لدورات تدريبية من الذين إستفادوا من عبقريتهم وإستغلوا سلطتهم لتكوين ثروتهم حتى أذا كتب الله لنا عمرا أن نجرب ذلك لكن ننفقه على أهلنا وشعبنا لاننا لا نتخلى عن تبذيرنا وسفاهتنا إتجاه أهلنا ووطننا وتربينا على مخافة الله . الدليل ياسعادة المشير أن يعلمونا هؤلاء معنى الفساد والفهلوه والعبقرية حتى تقبض علينا بأننا مفسدين .
عمر الشريف