لماذا غاب شيخ الازهر عن جنازة ضحايا الكنيسة ؟!

في مفاجأة لم يتوقعها أحد، تغيب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عن حضور جنازة ضحايا الكنيسة البطرسية، اليوم على الرغم من وجود كبار رجال الدولة، يتقدمهم الرئيس عبدالفتاح السيسي.

غياب شيخ الأزهر عن الجنازة طرح العديد من الأسئلة خاصة أن الرئيس السيسي حرص على وجود رجال الدين من الأزهر للتأكيد على وحده ونسيج الشعب المصري كما قال في خطابه اليوم.

الطيب في الإمارات

وتزامن عزاء ضحايا الكنيسة البطرسية مع وجود شيخ الأزهر في مؤتمر “القمة العالمية لرئيسات البرلمانات” والتي تنعقد تحت عنوان “متحدون لصياغة المستقبل”، في أبو ظبي بالإمارات.

ويرى مراقبون أنه كان لازما على “الطيب” قطع رحلته والمشاركة في الجنازة الشعبية لضحايا تفجير العباسية، بجانب الرئيس السيسي ومفتي الجمهورية، ورجال الدين.

الخطاب الديني

وخلال الأيام القليلة الماضية، وفي ذكرى الاحتفال بمناسبة بمولد النبوي الشريف، عادت من جديد دعوات الرئيس السيسي إلى رجال الأزهر والمؤسسات الدينية لتجديد الخطاب الديني وسرعة إرساء القواعد والخطط للخروج من الأزمة التي يعاني منها الشارع المصري والتي تنقسم إلى منظومة أخلاق فاسدة وجماعات إرهابية تبث أفكار شاذة ومتطرفة.

وتعتبر كثرة مطالبات الرئيس لرجال الأزهر بتجديد الخطاب الديني، دليل على إخفاق الأزهر في القيام بدوره على أكمل وجه في ملف تجديد الخطاب الديني وعدم رضا الرئيس عن الأداء الذي يقوم به الأزهر والأوقاف.

ومن جانبها، قالت مصادر من داخل مشيخة الأزهر، أن مسالة تجديد الخطاب الديني والتي يطلبها الرئيس السيسي دائما من الأمام أحمد الطيب شيخ الأزهر تمثله أزمة حقيقية.

وأضافت المصادر، أن هناك انقسام حاد بين الأئمة داخل مشيخة الأزهر بسبب رفض بعضهم تلك الدعوات، وهو ما أكد الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر عضو المكتب الفني للإمام الأكبر، عندما قال في تصريحات له، إن “الدين ليس خطاباً لكي نجدده، كما يريد دعاة تجديده وإنما معاملة، والكثيرون تجرأوا على الأزهر ورموز الدين”.

وأضاف أن الخطاب الديني في مصر لا يحتاج تجديداً، مشيرًا إلى أن مصادره تراعي كل العصور والأزمان.

ضغوط على شيخ الأزهر

الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، رأى أن استمرار الأزهر والأوقاف على هذا الشكل فى الأداء تجاه قضية تجديد الخطاب الديني سيكون له مردود سيئ على المستوى البعيد وخاصة بعد تزايد دعوات السيسي.

وأضاف كريمة، أن طلب الرئيس من الأزهر بتجديد الخطاب الديني، يشير إلى حقيقة ما يراه الشارع وهو أن الأزهر يحدث نفسه وبعيدًا عما يدور فى ذهن الرئيس وأهدافه التي يرغب تحقيقها من الحوار المجتمعي، والتي تتلخص في التواصل مع الشباب بشكل مباشر للخروج من أزمة منظومة الأخلاق الفاسدة.

وفي نفس السياق، قالت مصادر مقربة من الرئاسة، أن هناك خطة وضعتها الدولة لتنفيذ مسالة تجديد الخطاب الديني وستكون بآليات وبخطة زمنية محددة وبإستراتيجية مختلفة عن رؤية المؤسسات، خاصة فى ظل الصراع الفكري والشخصي بين المؤسسات القائمة دون تقديم إستراتيجية واضحة وخطة.

وأضافت المصادر، أن تكرار دعوات الرئيس للمؤسسات الدينية بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجديد الخطاب الديني أمر مؤسف وإنذار غير جيد لهم، مضيفة أن الأزهر والأوقاف يلعبان فى الوقت الضائع من قضية تجديد الخطاب الدينى فى ظل استمرار العمليات الإرهابية التي تحدث على أرض الوطن.

ويبقى السؤال.. هل الرئيس السيسي غير راضٍ عن أداء شيخ الأزهر الأمام أحمد الطيب؟!

بوابة القاهرة

Exit mobile version