تشوهات الحكم اللامركزي

٭ قام مساعد الرئيس السابق د. نافع على نافع، الذي كان يدير جلسة ضمن مؤتمر تقييم وتقويم تجربة الحكم اللامركزي، بتنبيه المتحدث لاختصار الوقت وكان والي الخرطوم السابق د. عبد الرحمن الخضر الذي ضحك وقال لنافع : (عندكم ثلاثة أيام – مدة المؤتمر – أصبروا علينا).
٭ لكن المواطن صبر على تجربة الحكم اللامركزي لأكثر من عقدين، وهي لم تنضج حتى الآن، ووضح من خلال المناقشات الساخنة التي دارات أمس أن بها كثير جداً من العيوب والتشوهات والتي تحتاج لمعالجات فورية.
٭ اتضح أن الحكومة لا تزال تعتبر الحكم اللامركزي حقل تجارب .. استمعت لكل من نافع الذي أخذ فرصة كبيرة للحديث وكذلك الخضر ووالي بحر أبيض د. عبد الحميد كاشا ونائب الرئيس السابق الحاج آدم .

٭ تباينت الآراء حول منصب المعتمد نفسه وعدد المحليات والتي هي بلاشك كثيرة بدليل أن ولاية واحدة مثل جنوب دارفور بها واحد وعشرين محلية اعترض عليها كاشا نفسه والذي كان والياً على الولاية.
٭ كاشا والخضر أيدا عودة المحافظات، وذلك بالابقاء على المحليات، وإلغاء منصب المعتمد وأن يكون المحافظ قائماً على عدد من المحليات إسوة بما كان قبل الانقاذ، بينما يريان ضرورة تقوية دور الضباط الإداريين.
٭ أما نافع والذي كان وزيراً لديوان الحكم الاتحادي، فانتقد عدم قيام المجالس التشريعية بالمحليات وللمعلومية هي موجودة في ولاية سنار فقط .. وهذا يعني أن المعتمد لا أحد يحاسبه ويراقب أداءه.

٭ مما لا شك فيه إن تجربة الحكم اللامركزي هي الأنسب لحكم السودان، حيث وجد الجميع أنفسهم في الحكومة، لكن المشكل الاكبر والتي جاهر بها عبد الرحمن الخضر هي تغول المركز على الولايات وتغول أمانات حكومة الولايات على المحليات.
٭ ومع أن مقترح الخضر يبدو جيداً، الا أن فيه كثير من المسالب، حيث كان باماكانه أن يقدم نموذجاً متفرداً بعدم تغوله كوال على المحليات .. مشكلة كثير جداً من المسؤولين يتحلون بالصراحة بعد مغادرتهم المنصب.
٭ لم أكن أتوقع أن تجربة الحكم اللامركزي بكل تلك التشوهات التي تحدث بها أبناء الإنقاذ وجلهم ممن تقلبوا في مواقع بدءًا من منصب المحافظ مثل الخضر (الضعين) والوالي مثل كاشا وكذلك الحاج آدم.

٭ المؤتمر المذكور يأتي تحت شعار (سودان واعد ومستقر)، وفي تقديري إن خط سير المؤتمر ومن يومه الأول يلاحظ أن الشعار بعيد جداً عن الواقع .. لم تحدد الحكومة الأولويات للولاة ولم يحدد الأخيرون أولويات للمعتمدين.
٭ عدم تحديد الأولويات جعل من تجربة الحكم اللامركزي، عرضة لأهواء وأمزجة الولاة أو المعتمدين أو حتى المسؤولين بالمركز يفعلون مايشاءون، ولذلك كثرت التقاطعات بين تلك المستويات مما أبطأ سير قطار التجربة.
٭ أس المشكل وراء تشوهات تجربة الحكم اللامركزي هو التنازع والصراع حول الإيرادات ومحليات توظف كل مواردها لتغطية نفقات المعتمد ومن معه.

إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version