لهذه الأسباب يشعر الشخص البدين بالجوع..

يأتي إحساس الجوع بناء على ما اعتاد عليه جسمك حتى لا يتعرض جسدك للمخاطر العديدة الناجمة عن نقص الغذاء التي قد تصل للموت في حال عدم تناول الطعام لفترة طويلة.
وفي السياق نقل موقع “هافنغتون بوست ” عن Medicaldaily ان الجوع يعتبر بمثابة إشارة هرمونية يرسلها جسمك كي يعلمك بنقطة ضبط معينة وفقاً لتركيبته الحالية (مستوى أمان الجوع الخاص بك)، واضعاً في حسبانه أن يتخذ الوضع الأكثر أماناً الذي يناسبك.
و الهدف من تحديد نقطة الضبط الخاصة بالجوع هو رغبة الجسم في تحقيق التوازن والاستقرار الداخلي، كما يوجد في أجسامنا الكثير من نقاط الضبط الخاصة بالكثير من العوامل والقياسات الصحية مثل: درجة الحرارة وضغط الدم ومستويات الغلوكوز. لذا إذا كنت مصاباً بفرط الوزن، لكن نقاط الضبط الخاصة بوزنك كانت أقل من المستوى الطبيعي، فإنك ستجد نفسك تشعر بالجوع كثيراً، ومن ثم سيقوم نظام الحمض النووي DNA المسؤول عن إدارة المخاطر الذي يختلف من شخص لآخر بتحديد مستويات نقطة ضبط الوزن الخاص بك بناء على عدد من العوامل.
وفي هذا الإطار أكد التقرير أنه يوجد خطر على الإنسان إذا كان لا يمتلك قدر الدهون الكافي الذي يعينه على البقاء على قيد الحياة إذا تعرضت لظرف معين يجعلك لا ترغب في تناول الطعام. لكنه في الوقت نفسه توجد الكثير من المخاطر حال امتلاك كميات مفرطة من الدهون لأنك ستستهلك المزيد من الطاقة في أثناء الحركة حاملاً هذا القدر الهائل منها، وبالتالي ستضطر لتناول كميات طعام أكبر من التي تحتاجها، لذا من الأفضل أن تترك هذه المخازن للطاقة في منزلك بدلاً من أن تكون ملتصقة بجسدك طوال الوقت.
وبالتالي فالعيب الرئيس لمخزونات الدهون سيظهر حين تكون نشيطاً لأنها ستعوقك عن الحركة، ولن يظل سوى عيوبها، وحينها سيتخذ الجسد الخيار الأسهل ويستمر في زيادة الوزن. ستصبح معرضاً للمخاطر حال عدم امتلاكك أنسجة العضلات الكافية اللازمة للعديد من الأنشطة الحيوية، كما يوجد خطورة أيضاً حال امتلاكك قدراً أكبر من اللازم من أنسجة العضلات، لأنها ستؤدي للأسف إلى رفع معدلات التمثيل الغذائي وحرق قدر أكبر من الطاقة بينما لا نستغلها في أي شيء، وهو ما يجعلنا نتناول كميات من الطعام لتعويض هذا النقص في الطاقة. متى تتغير نقطة ضبط وزن الجسم؟ نقطة ضبط وزن الجسم هي المسؤولة عن حدوث الظاهرة سيئة السمعة المعروفة باسم تأثير اليويو (الأشخاص يكتسبون مجدداً وزنهم الذي فقدوه بعد اتباع نظام غذائي مشدد، وغالباً ما يصبح وزنهم أكبر مما كان كان عليه قبل الحمية)، وهناك اثنان من المتغيرات في أسلوب حياة الإنسان قد يساهمان في اضطراب مستوى نقطة ضبط مخزونات الدهون في الجسم، وهما: 1. الاعتياد على عدم التنسيق بين كميات الأكل التي نتناولها ومستويات الطاقة التي نحرقها، وهذا يشمل الفترات التي تأكل فيها كميات من الطعام أقل من احتياجات جسمك، وهو ما يحفز دخول جسمك في حالة من الجوع الشديد، ما يرفع فرص حدوث (تأثيرات اليويو) والذي سيجعلك تكتسب المزيد من الوزن لمواجهة أي مجاعات مستقبلية. أيضاً تناول الطعام بشكل غير منتظم على مدار اليوم، مثل السكريات التي ترفع مستويات الطاقة بشكل كبير، وبالتأكيد لن يستغل جسمك كل هذه الطاقة في الوقت الحالي، وأيضاً تناول كميات قليلة من الطعام في أثناء النهار والإفراط في الأكل خلال العشاء، كل هذه أمثلة لسلوكيات خاطئة تؤدي إلى استغلال نظام احتياطي الدهون بجسمك، وهو أمر يجب أن نتجنبه قدر الإمكان. 2. عدم ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم: سيجعل ذلك حمضك النووي DNA لا يرى أي سلبية مطلقاً في وجود احتياطي الدهون بجسمك، نظراً لأنك لا تستخدم أي طاقة إضافية في حالة الخمول، سواء كان وزنك 150 أو حتى 300 رطل. ويمكنك مقارنة مخزونات الدهون الإضافية لديك بخزان الوقود الضخم الإضافي المثبت في عربة أخرى خلف سيارتك، فإذا كانت السيارة ثابتة ولا تتحرك فإن خزان الوقود الإضافي لن يمثل مطلقاً أي مشكلة بغض النظر عن حجمه، لكن عندما تستخدم السيارة بشكل منتظم فإنك ستتأثر بخزان الوقود الإضافي لأن الوزن الذي تدفعه السيارة سيزداد وبالتالي سيستهلك ذلك المزيد من الوقود، وهذا ينطبق على الإنسان البدين، الذي لا يفقد أي دهون طالما لا يتحرك. كيف تستغل هذه التأثيرات لصالحك؟ يجب أن تتعرف على الطريقة الأمثل لاستغلال هذه التأثيرات لصالحك، فيجب أن تأكل كميات معينة من الطعام تتناسب مع الطاقة التي تستهلكها يومياً، دون أي زيادة أو نقص، لأن مخزون الدهون بجسمك لن يُستهلك، ولكن إذا تزامن ذلك مع اتباعك أسلوب حياة خاملاً، فإن جسمك سيرى أنه ليس هناك مشكلة من الاحتفاظ بهذه الدهون لأنها لن تستهلك المزيد من طاقة بواسطة الجسم. وعلى الجانب الآخر، عندما تتبع أسلوب حياة نشيطاً، فإن مخزونات الدهون بجسمك سوف تستهلك كي تساعدك على القيام بهذه الأنشطة، لكن عندما تواظب كل يوم على استهلاك مخزونات الدهون بجسمك، فإن الجسم سيحاول الاحتفاظ بالمزيد منها ولن يقرر التخلص منها. وشدد التقرير على أن نقطة ضبط الوزن لا تتغير وتتكيف بشكل تدريجي مع ظروف الجسم، لذا فإن فقدان الدهون الناجم عن اتباع أسلوب حياة صحي دائم سيؤدي إلى تغيير مفاجئ في نقطة ضبط وزن الجسم، عن طريق الحد من الشعور بالجوع وزيادة معدلات التمثيل الغذائي والأيض لفترات معينة، وهذا يشبه كثيراً، لكن في الاتجاه المعاكس، الزيادة المفاجئة في معدلات نمو لدى الأطفال الناشئين ولاعبي كمال الأجسام، لذلك من الآن فصاعداً فمن المفيد أن تغير حجم وشدة ونوع النشاط البدني الذي تمارسه كي تشجع جسمك على تغيير نقطة ضبط الوزن الخاصة بك.
وأكد التقرير أن تلك التغيرات في الوزن لن تكون معرضة لتأثيرات اليويو غير المرغوبة، لكن الوزن سيظل ثابتاً لأنك اكتسبته كنتيجة مباشرة للالتزام بنقطة ضبط الوزن الخاصة بك بدلاً من مقاومتها. من المحتمل جداً أنك ستكتسب المزيد من الوزن في بداية الأمر، إذا كنت تبذل مجهوداً كبيراً للتمتع بوزن أقل من معدل وزنك الطبيعي (أقل من نقطة ضبط الوزن الخاصة بك)، وأكد التقرير أن الشيء الأهم هو إدراك أن الزيادة المبدئية في الوزن لن تغير نقطة الضبط الخاصة بك ولو قليلاً، وهو الشيء الوحيد الذي يجب أن يشغل بالك، فالناس الذين يتباهون بفقدانهم الكبير والسريع لوزنهم سوف يظلون يمتلكون نفس نقطة ضبط الوزن السابقة.
وأضاف التقرير أن اتباع أنظمة الحمية الغذائية غالباً ما يكون غير فعال في الحفاظ على الفقدان المبدئي لوزن الجسم نظراً لأن العديد من الدراسات قد أشارت إلى أن غالبية الأشخاص يستعيدون مجدداً وزنهم الذي فقدوه خلال 3 إلى 5 سنوات.

الجديد

Exit mobile version