* ألا يستحي هذا الرجل، أم أنه كوميديان أخطأ الطريق الى السياسة، أم أنه يكون غائباً عن الوعي عندما يدلي بتصريحاته التي تثير الضحك والسخرية، وتلهم رسامي الكاراكتير أبرع الأفكار والرسومات، فلقد اعتاد على إطلاق تصريحات يعجز (أتخن) ممثل كوميدي عن تأليفها، وأجزم أنه لو تبارى مع الكوميدي (محمد موسى) لصرعه بالضحكة القاضية الفنية من أول نكتة!!
* في مسرحيته الأخيرة ــ عفواً ــ في مؤتمره الصحفي الأخير، قطع معالي وزير الإعلام الدكتور أحمد بلال بعدم سيطرة الحكومة على أجهزة الإعلام الخاصة … (عليكم الله الواحد يقول شنو بس في الزول ده؟) ــ حسب الخبر الذي نشرته صحيفتنا أمس بقلم الزميلين (سعاد الخضر وأحمد الباباي)، عليكم الله يا سعاد بتقعدوا تسمعوا الناس ديل كيف؟!!
* جاء في الخبر:
* قطع وزير الإعلام، أحمد بلال، بعدم وجود سيطرة للحكومة على الإعلام الخاص، واشار إلى إنها لا تملك صحيفة واحدة، وأن نسبة وجودها في الاذاعات تبلغ 13% ، كما أكد عدم إمتلاكها لقنوات خاصة بها، لأن 84% من القنوات الفضائية عبارة عن ملكية خاصة.
* وقال بلال في المنبر الأسبوعي لوزارته أمس “إن ولاية الحكومة على الإعلام الرسمي وليس الخاص، ولا حجر على الرأي الآخر”.
* وأكد بلال على الدور الإشرافي العام لوزارته، ووصف الوجود الإعلامي الحكومي بالضعيف، مقارنة بالأجهزة الإعلامية الخاصة!!
* والله العظيم، لو كان هذا الرجل وزيراً للاعلام في أي دولة أخرى غير السودان، لكان مصيره أحد إثنين، إما مستشفي الأمراض النفسية لاصابته بـ(الميثومانيا) وهي حالة يوجد فيها ميل للكذب والمبالغة المفرطة، أو الحدف بالبيض والطماطم الفاسد، إن لم يكن بالطوب !!
* يا أخى وزير إعلام يقف في مؤتمر صحفي أمام جمع من الصحفيين، ويقول بلا خجل أو حياء، إن الحكومة لا تسيطر على أجهزة الإعلام وليس هنالك حجر على الرأي الآخر، بينما صحيفتنا صودرت من المطبعة (خمس مرات ) في الأسبوع الماضي فقط، دعك من مئات المرات منذ صدورها قبل بضعة أعوام، وهو ما حدث ولا يزال يحدث لصحف كثيرة أخرى، ولقد بلغ عدد الصحف المصادرة في يوم واحد فقط، قبل عدة أشهر، 14 صحيفة يومية !!
* وفي الأسبوع الماضي ألغي تصريح قناة (ام درمان) الفضائية وأوقفت عن البث بحجة عدم الترخيص، مع أنها ظلت تعمل منذ سنوات بدون أن يسألها أحد عن هذا الترخيص، إلى أن كان الحديث الأخير المشهور لحسين خوجلي عن الأموال الباهظة التي تنفق على الجهاز الحكومي المتضخم وشاغلي المناصب الدستورية، ومطالبته بتسريحهم من مناصبهم ليعملوا في وظائفهم ومهنهم الأصلية (المهندس مهندس، والطبيب طبيب، والتمرجى تمرجى ..إلخ) فحاق بقناته العذاب العظيم!!
* ويضحكنا الوزير بحديثه عن عدم امتلاك الحكومة لأية صحيفة، وليته يعطينا تعريفاً مختصراً لكلمة (الحكومة) حتى نعرف من هو المالك الحقيقي لعدد كبير من الصحف اليومية التي كنا نظن أن الحكومة هي التي تملكها باعتبار إن ما ينفق عليها هو مال عام، إلا إذا لم يعد الانفاق من المال العام هو مسؤولية الحكومة!!
* أما عن الدور الإشرافي العام لوزارته على الصحف وضعف الإعلام الحكومي فلقد صدق، فسيادته وزير ما شافش حاجة، وما بيشوفش حاجة .. وموش حيشوف حاجة حتى يصبح (وزير سابق)، ويكفي كدليل على ضعف الإعلام الحكومي إن مذيعي تلفزيون أم درمان يستقلون المواصلات العامة بدون أن يتعرف عليهم أحد!!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة