كشفت مصادر مطلعة في الجيش السوداني أن المناورات العسكرية التي أجريت شمالي البلاد، هذا الأسبوع، تمثل نقلة نوعية في التدريب على العمليات بصورة شاملة وتم خلالها استخدام منظومات جديدة من التصنيع الحربي لأول مرة.
ونفذت القوات المسلحة الثلاثاء الماضي مناورات عسكرية قالت إنها تعد الأكبر من نوعها في تاريخ الجيش، وذلك بمنطقة “المعاقيل” العسكرية ذات التضاريس القاسية في الصحراء الواقعة شرقي مدينة شندي بولاية نهر النيل.
واحتفى الجيش السوداني بهذه المناورات، التي اطلق عليها اسم “تحدي الفرسان”، بشكل لافت من حيث التغطية الاعلامية التي صاحبتها فضلا عن الحضور اللافت لكبار قيادات القوات المسلحة ابتداءا من القائد الأعلى للجيش الرئيس عمر البشير.
ومن أبرز القادة الذين شهدوا المناورات الفريق أول عوض بن عوف وزير الدفاع، الفريق أول عماد الدين عدوي رئيس الأركان المشتركة، الفريق أول كمال عبد المعروف الماحي المفتش العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن ابراهم محمد الحسن رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية والفريق أول أمن محمد عطا المولى مدير جهاز الأمن والمخابرات.
كما شهدها الفريق السر حسين بشير رئيس أركان القوات البرية، الفريق عصام الدين مبارك حبيب الله رئيس أركان القوى الجوية، الفريق ركن فتح الرحمن محي الدين صالح رئيس أركان القوات البحرية.
وأفاد مصدر في القوات المسلحة “سودان تربيون” أنه لأول مرة تتم مناورات بهذا العدد الكبير من القوات والآليات، فضلا عن مشاركة عدة أسلحة، وهو ما كان واضحا من حضور قادة الأسلحة.
وبحسب المصدر فإن المناورات شارك فيها القوات البرية بعدد كبير من الدبابات وسلاح الجو بعدد من الطائرات المقاتلة وسلاح المظلات، ورفض المصدر الإفصاح عن عدد القوات والآليات التي شاركت في تمرين “تحدي الفرسان”.
لكن المصدر أكد أن المناورات كانت غير مشهودة واعتبرها الأكبر في تاريخ الجيش السوداني، موضحا أنه تم استخدام منظومات جديدة وأسلحة حديثة من التصنيع الحربي استخدمت لأول مرة، من دون أن يحدد ماهية هذه المنظومات.
وتابع قائلا: “هذا التمرين يمثل نقلة نوعية في التدريب على العمليات بصورة شاملة”.
وكان رئيس هيئة الأركان قد أفاد الثلاثاء الماضي بأن هذه المناورات تعد الأكبر من نوعها في تاريخ القوات المسلحة.
وبحسب موقع وزارة الدفاع السودانية على الانترنت، يوم الجمعة، فإن “التمرين نفذ بمشاركة كافة فرق ووحدات وتشكيلات القوات المسلحة بدقة ومهنية واحترافية عالية وقد أبرز ذلك كفاءة وقدرة القوات المسلحة وجاهزيتها لأداء المهام باحترافية”.
وأورد الموقع تصريحات للفريق أول عماد الدين مصطفى عدوي رئيس الأركان المشتركة أكد فيها أن التمرين يهدف إلى رفع الكفاءة وتعزيز الجاهزية القتالية وزيادة الاستعداد والجاهزية القتالية.
وأشار عدوي إلى أن المشروع جهد في سبيل تطوير القوات المسلحة لتكون قادرة على مواجهة التحديات الاقليمية والدولية وكافة المهددات.
وقال إن “تمرين (تحدي الفرسان) رسالة بأن منسوبي القوات المسلحة سينفذون مهامهم في أي مكان وفق أسلوب وعزيمة جديدة وروح معنوية عالية”، موضحا أن الاستراتيجية الجديدة للتمارين تقوم على إشراك وحدات القوات كافة بأكبر تشكيل حربي.
ويبدو أن مناورات الجيش نالت اعجاب الرئيس البشير الذي خاطب المشاركين قائلا إنه “تمنيت لو كنت قائداً له” وأشار إلى أن التمرين جاء مختلفا عن سابقاته من حيث التحضير وتجهيز المكان وجودة الأداء.
وشدد البشير، بحسب موقع وزارة الدفاع، على ضرورة بناء قوات مسلحة قوية قادرة على الدفاع عن البلاد، مبينا أن ذلك لا يتأتى الا بالتدريب المستمر “لأننا بالتدريب نوفر دماء المعركة”، وتعهد باستمرار التدريب للارتقاء بالجيش.
وقال “سنجعل القوات المسلحة الأقوى على مستوى المنطقة وقادرة على قهر الأعداء والحفاظ على أمن واستقرار البلاد، وزاد “القوات المسلحة بالمرصاد لكل من يحاول المساس بالوطن”.
وطبقا للفريق السر حسين بشير رئيس أركان القوات البرية فإن المشروع يتم انفاذه للمرة الأولى وبطريقة نوعية، مشيرا إلى الجهود الكبيرة لهيئة التصنيع الحربي.
وأشاد الفريق عصام الدين مبارك رئيس أركان القوى الجوية بالأسلوب المتفرد الذي نفذ به التمرين بمشاركة كافة وحدات وتشكيلات القوات المسلحة، وقال إن مثل هذه المشاريع من شأنها اختبار الكفاءة والجاهزية القتالية وتعزيز الثقة في النفس والسلاح لتنفيذ المهام بمهنية عالية.
وكان وزير الدفاع السوداني قد أفاد البرلمان لدى تقديمه بيان وزارته هذا الأسبوع بأن خطة العام 2017 تهدف إلى تأمين الأمن القومي عبر رفع مقدرات القوات المسلحة وتجفيف مصادر السلاح خارج الإطار القانوني؛ إلى جانب التركيز على المسائل المتعلقة بدول الجوار مثل قضايا ترسيم الحدود.
ولفت إلى التأمين على مشروع التصنيع الحربي للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من خلال شراكات محلية وإقليمية.
سودان تربيون