قصفت قوات الجيش الشعبي التابع لجوبا وقوات موالين له من حركة العدل والمساواة الدارفورية المتمردة على الخرطوم، مواقع قوات الجيش الوطني لجنوب السودان بقيادة اقانج اكول في قرينتي مستخدمة مدافع الهاون والمدفعية الثقيلة من مواقعها في ماجوك ناين ثاي ووارجوت. ووفقاً لشهود عيان فإنه سُمِع صوت دويّ الانفجارات في الميرم أمس، ووفقاً لمصادر رفيعة بالمجموعة والتي تطلق على نفسها “أنقذوا الوطن” فإن قوات الجيش الشعبي فشلت في استعادة سيطرتها على منطقة قرينتي في وقت قتلت فيه قوات الجيش الوطني لجنوب السودان خمسة من قوات الجيش الشعبي وأسرت ضابطين برتب رفيعة فيما أكد قائد المجموعة اقانج اكول أن مجموعته ما زالت تُحكِم سيطرتها على مناطق قرينتي وحول وارنجوك وكشفت مصادر رفيعة بالجيش الشعبي عن أن عدداً من القوات هرب من المعركة بينما انضمت أعداد أخرى لقوات الجيش الوطني لجنوب السودان زاعمين أنهم لا يملكون الطعام فضلاً عن أنهم لم يصرفوا مرتباتهم طوال الأشهر الأربع الماضية وعليه فإنهم فقدوا الرغبة في الاستمرار بالقتال لصالح حكومة جوبا.
رفض الوساطة
رفض كل من الرئيس سلفاكير ميارديت وزعيم المعارضة المسلحة بالجنوب الدكتور رياك مشار وساطة جنوب إفريقيا التي سعت إلى ضمهما في اجتماع مشترك. ووفقاً لمسؤولين مقربين من قادة طرفي الصراع فإن كلا القائدين لم يُبديا رغبة في الاجتماع ببعضهما وقال مستشار رئاسي للرئيس سلفاكير لموقع سودان تربيون إن الاجتماع بالرئيس سلفاكير مع الحكومة جنوب الإفريقية تأجل مرات عدة بسبب انتظار وصول الدكتور رياك مشار من جوهانسبيرج إلى برتوريا وقال المستشار الذي رافق الرئيس سلفاكير إلى جنوب إفريقيا: “توقعنا أن تنظم حكومة جنوب إفريقيا وقادة حزب المؤتمر الوطني بجنوب إفريقيا لقاءً للرئيس سلفاكير بمشار وكانت هناك إشارات بأن قادة الحزب سينظمون اجتماعاً يضم سلفاكير ومشار بسبب الأدوار المهمة التي لعبوها في توحيد الحزب بأروشا”.
وقال المصدر- الذي فضل حجب هويته- إن وزير النفط ازينكيل لول كان ضمن الوفد للعب دور مع مشار والحكومة جنوب الإفريقية من أجل تسهيل اجتماع يجمع سلفاكير بمشار لأنه وقبل أن ينشق عن مجموعة مشار زار معه جنوب إفريقيا عدة مرات وأضاف بأن نائب رئيس المعارضة السابق الفريد لادوجور الآن في جوهانسبيرج ليؤكد تصميم الحكومة على إنفاذ اتفاقية أروشا لتوحيد فصائل الحزب التاريخي.
حربٌ قذرة
أكد القيادي الجنوبي والأمين العام للهيئة القومية لدعم السلام بجنوب السودان استيفن لوال أن التعيينات الجديدة في المعارضة ستدمر الولاء الإقليمي لها وقال إن تعيين مشار لهنري ادوارد نائباً للرئيس أدى الى اختلال التوازن المناطقى للحركة التي كانت وفق التقسيمات موزعة على ثلاثة أقاليم وهي بحر الغزال وأعالي النيل والاستوائية والآن صارت محصورة في إقليمين فقط. وأضاف لوال لـ”الصيحة” أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الدكتور رياك مشار تهدِّد بانقسامات خطيرة وسط المعارضة وبالتالي وسط الشعب الجنوبي ومن ثم إشعال نيران الفتن الاجتماعية وتدمير النسيج الاجتماعي.
وأضف لوال أن حكومة الرئيس سلفاكير تنفذ ذات السيناريو مع المعارضة من خلال نفي وإقصاء قادتها وهو ما يشعل نيران الفتن والاقتتال وأن حل الأزمة الجنوبية لن يتم إلا بيد المواطن الجنوبي.
وطالب لوال المجتمع الدولي بالقيام بواجبه من أجل تقديم مزيد من المساعدات الإنسانية لشعب الجنوب المشرد في دول الجوار ومواطني الجنوب في ولايات جنوب السودان المتأثرة بهذه الحرب القذرة.
كتيبة بنقلاديشية
أكد مسؤولون بالأمم المتحدة أن كتيبة بنقلاديشية ستحل محل الكتيبة الكينية عقب انسحابها من قوات اليونميس بناء على قرار الحكومة الكينية، ووفقاً لموقع ايست أفركا فإن الكتيبة البنقلاديشية والتي يبلغ عدد أفرادها 850 جندياً جاءت استجابة لطلب الأمم المدتحة عقب انسحاب القوات الكينية رداً على اقالة رئيس بعثة اليونميس الكيني الجنسية في وقت اعتبرت كينيا القرار إهانة لها ووفقاً للمصدر فإن القوات الجديدة ستنضم إلى 510 جنود بنقلاديشيين موجودين أصلاً بدولة الجنوب.
مجاعة طاحنة
أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن 3.6 ملايين شخص على الأقل يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء بجنوب السودان، ورجح تفاقم أزمة نقص الغذاء بصورة كارثية عند نفاد محاصيل موسم الحصاد الحالي في العام المقبل. وتوقع تقرير لبرنامج الأغذية العالمي ارتفاع عدد المواطنين الذين يعانون الجوع الحاد إلى 4.6 ملايين شخص خلال الفترة من يناير وأبريل من العام القادم ما لم يتم زيادة المساعدات. وقال تقرير الأغذية العالمي: “إن حجم انعدام الأمن الغذائي في جنوب السودان غير مسبوق على الرغم من التحسينات الموسمية التي تعتبر نموذجية لموسم الحصاد”. موضحاً أن مستويات الجوع بالبلاد تضاعفت منذ العام الماضي.
وأشار لأن ما يقرب من 60% من مواطني ولاية شمال بحر الغزال و65% من ولاية الوحدة و47% من ولاية غرب بحر الغزال تأثروا بالجوع. ونوَّه التقرير إلى أن النزاع وانعدام الأمن أدى إلى قطع طرق التجارة وتعطيل الواردات. وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) الشهر الماضي إن هناك تزايداً لخطر المجاعة في جنوب السودان وخاصة بين المجتمعات الضعيفة.
تورط إقليمي
انتقد المتحدث باسم المعارضة المسلحة بقيادة مشار، مناوا بيتر قاتكوث، دول الهيئة الحكومية لتنمية شرق إفريقيا (الإيقاد) بالضلوع في استمرار الاقتتال في جنوب السودان، وذلك بدعمها للسيد تعبان دينق قاي الذي عيِّن بدلاً من مشار عقب أحداث يوليو الماضي.
وقال قاتكوث، إن دول الإيقاد أخطأت في قراءة ملف السلام في جنوب السودان، مبيناً أن دول المنظومة أصبحت تتعامل مع الأزمة وكأنها تعين قيادات المعارضة في حكومة كير. وأكد أن التحليل الخاطئ فاقم الأزمة في جنوب السودان وبعض دول الجوار، وطالب دول الإيقاد وخاصة دول الجوار بالنظر إلى الأزمة من بُعدها السياسي وتأثيراتها على الإقليم في مقبل الأيام.
وأشار قاتكوث إلى أن دعم دول الإيقاد للحكومة الحالية في جوبا يُساهم في قتل المواطن في جنوب السودان وذلك بالإشارة إلى التقارير التي تُشير إلى أن هنالك شبح تطهير عرقي يخيِّم على جنوب السودان.
وكان فريق أممي من خبراء حقوق الإنسان قد حذَّر الخميس الماضي من أن عمليات “تطهير إثني” تجري حالياً في جنوب السودان، بعد زيارة استمرت عشرة أيام إلى البلد الذي يشهد تصاعداً في العنف منذ انهيار اتفاق السلام في يوليو الماضي.
يأسٌ وملل
كشف أحد أعيان مخيَّم نازحي مدينة ملكال التابع للأمم المتحدة بجنوب السودان، عن عبور نحو (2000) نازح أغلبهم أطفال ونساء إلى السودان عبر محلية أبوجبيهة بولاية جنوب كردفان، بسبب نقص الغذاء وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بالمخيم.
وقال السلطان أبان يور، من مخيم ملكال، إن النازحين ظلوا يغادرون المخيم بشكل يومي هذه الأيام نتيجة لسوء الأوضاع المعيشية بالمخيم، بجانب الملل الذي أصابهم بسبب مكوثهم في المخيم أكثر من ثلاثة أعوام دون أن تكون هناك بشريات للسلام.
مبيناً أن أكثر من (100) نازح يغادرون يومياً إلى السودان عبر مدينة أبو جبيهة بولاية جنوب كردفان، وقدر يور عدد النازحين الذين غادروا منذ الأسبوع الماضي وحتى أمس بــ(2000) نازح أغلبهم أطفال ونساء.
اغتيالٌ مسلح
لقي مواطن مختل عقلياً يدعى بيتر أبوكيف، حتفه صباح الأحد، وذلك إثر إطلاق نار من قبل مسلح يرتدي قميص ملكي وبنطلون عسكري بمدينة واو بجنوب السودان.
وقال شهود من مدينة واو إن أحد المسلحين قام بإطلاق النار على أبوكيف حوالي الساعة السادسة صباحاً بحي كوستي تسبب في مقتله في الحال.
وشهدت مدينة واو مؤخراً استقراراً نسبياً في الأوضاع الأمنية بعد سحب قوات الجيش الشعبي الحكومي من داخل المدينة على خلفية وصول نحو (500) فرد من عناصر جهاز الأمن إلى ولاية واو غرب جنوب السودان.
انتشار الأيدز
قالت مسؤولة بمنظمة نيفو العاملة في مجال التوعية ضد مرض الأيدز أنيسا جنق جنق، إن هنالك أكثر من (1000) حالة إصابة بالمرض في منطقة ولاية غرب الاستوائية. وكشفت عن انضمام العشرات من النساء المصابات بالمرض لتوعية مواطني مدينة يامبيو من خطر الإصابة بالإيدز. وأوضحت جنق جنق في استطلاع مع مصابي مرض الإيدز بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الإيدز الذي يصادف الأول من ديسمبر في كل عام،أن مرض الإيدز أصبح شائع في مدن يامبيو وطمبرا وأنزارا بغرب الإستوائية.
وكشفت أن من خلال عملها في مجال التوعية عن خطر الإصابة بمرض الإيدز، وجدت أكثر من (1000) حالة إصابة بمدينة يامبيو فقط ،بينما توجد هنالك حالات كثيرة في بقية المدن المذكورة لكن لوعورة الطرق وإنعدام الأمن لم تتمكن المنظمة من القيام بواجبها.
وأضافت أن هنالك متابعة يومية للمتطوعات ومن منزل لمنزل لتشجيع المواطنين للتبليغ عن الإصابة وإلزام المصابين والمصابات بالمرض لأخذ الأدوية وتناول الغذاء. وأبانت جنق جنق أن مرض الإيدز لا يقتل إذا التزم المصابون في أخذ الأدوية بانتظام، وناشدت الشباب بالابتعاد عن العلاقات الجنسية غير المشروعة.
من جانبها، كشفت مرشدة منظمة نيفو وهي مصابة أيضاً بالإيدز، ميري جون، عن أن المنظمة بدأت نشاطها في العام الماضي والآن تقوم بتوعية المصابين والمصابات في يامبيو للحد من خطر الإصابة،وذلك بإرشاد المتعايشين مع المرض للتبليغ إلى المستشفيات والإلتزام بالأدوية وتناول الوجبات الغذائية في وقتها، مؤكدة أن هنالك استجابة واسعة من قبل المرضى في مدينة يامبيو.
هذا توقيعي
انصاف العوض
عندما رفض مشار
حظيت زيارة الرئيس سلفاكير ميارديت لجنوب إفريقيا بمعية وفد ضم كبار القيادات السابقة بالمعارضة المسلحة بالعديد من التحليلات والقراءات المتباينة. ويبدو أن ضبابية المشهد الجنوبي بأكمله السبب وراء اختلاف التكهنات،
واختلاف المحليين السياسين حول المشهد الجنوبي وحيرتهم في قراءته ليست ببعيدة عن التخبط والحيرة التي تواجهها حكومة جوبا تجاه إدارة الملف.
ويقيني أن الرئيس سلفاكير عندما استصحب معه كلاً من وزير النفط ازيكيل لول ونائب رئيس المعارضة السابق الفرد لاد جور كان يحلم بتغير موقف حكومة جنوب إفريقيا تجاه إنفاذ اتفاقية السلام بإقناعها بمجموعة تعبان دينق كممثل شرعي للمعارضة المسلحة هادفاً بذلك إلى عزل مشار. إلا أن سلفاكير أغفل أو جهل أن موقف جنوب إفريقيا الثابت تجاه وحدة الحزب التاريخي والتي ترى في مشار زعيماً وطنياً وقومياً ساهم في تحرير شعبه من رق العبودية العربية في الشمال خط أحمر.
فضلاً عن أن الأحزاب الراسخة مثل حزب المؤتمر الوطني الجنوب إفريقي لها مؤسسات ذات استراتيجية ثابته تجاة االقضايا الكبرى لا تتغير وفقاً لآراء القادة أو مواقفهم.
وعندما تيقن سلفاكير من موقف جنوب إفريقيا الثابت قبِل بأن يجتمع بمشار كخطوة جديدة للمراوغة وإطالة أمد الحرب حتى يجد مخرجاً جديداً للتخلص منه عن طريق التصفية أو غيره.
إلا أن أفضل قرار اتخذه مشار منذ بداية العنف بالجنوب هو رفضه الاجتماع بسلفاكير في جنوب افريقيا ليس حرصاً على سلامته الشخصية وذلك أن الموت حق وليس منه مناص ولكن حرصاً على سلام سريع بالجنوب لن يأتِ إلا بشفافية تامة ومقدرة كاملة ويقين لا يخالطه شك من قبل حكومة جوبا بشرعية الشريك ووقوفه على قدم المساواة معها في كافة المحافل الداخلية والخارجية وليس طريداً تحرسه أعين الرقابة أو صيداً تتربصه أجهزة أمنها ومخابراتها.
وهكذا هم القادة يحاربون بشرف ويستسلمون بشرف ويرفضون بعزة وإباء ليس انتصاراً لذواتهم ولكن حقنًا لدماء شعبهم وحرصاً على سلامته وعزته.
الصيحة