حكومة غير منتجة

٭ رفعت الإنقاذ العديد من الشعارات والتي اندثرت بمرور الأيام مثل شعار (بالانتاج لن نحتاج) .. و(نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع)، حتى أن المعارضة تندرت على الحكومة بعدم إنزالها لتلك الشعارات على أرض الواقع.
٭ نائب رئيس الجمهورية السابق د. الحاج آدم يوسف حاول تطبيق تلك الشعارات بشكل ذاتي .. الرجل اصطحب أبناءه وذهب إلى جنوب كردفان- والتي ليس له علاقة بها، بخلاف دراسته للمرحلة الثانوية بكادوقلي- وقام بزراعة الأرض الكردفانية.
٭ آدم اختلف عن كثير من المسؤولين الذين اتجهوا للبزنس، حيث مارس حرفة الزراعة بنفسه .. ظل الحاج يشكل حضوراً في وسائل الإعلام بشكل لافت في الآونة الأخيرة .
* وظل يطلق التصريحات التي وصفها البعض بـ (المستفزة) ولكن بصراحة رضى الكثيرون أم أبوا تلك التصريحات المثيرة للجدل، إلا أن الرجل أطلق تصريحاً مختلفاً في المرة الأخيرة.

٭ الحاج نصح الذين يشكون من الغلاء في المدن بالعودة إلى مناطق الإنتاج، وقال (الزول الما بنتج ما يشتكي) .. أصاب آدم هذه المرة، قلة الانتاج وكاد أن ينعدم بعد الخمول الذي أصاب الكثيرين بما فيهم الحكومة نفسها.
٭ مساء أمس كنت ضيفاً على برنامج الصالة بفضائية الخرطوم، معد الحلقة الزميل هيثم التهامي ومقدمها خالد ساتي ركزا بشكل كبير على مسألة الانتاج والزراعة .. الحكومة غير منتجة واعتمدت كثيراً على النفط في الآونة الاخيرة حتى كاد أن يلقي بها إلى التهلكة.
٭ سيتم استعراض الموازنة الجديدة للعام 2017م وسيأتي وزير المالية ويكرر ذات الحديث الذي لم يتنزل إلى أرض الواقع عندما بشر بموازنة 2016م وأعلن عن زيادة المساحات المزروعة من القمح والذرة وهو مالم يحدث.
٭ أصاب الحاج آدم كبد الحقيقة، عندما قال (الزول الما بنتج ما يشتكي)، لكن الحكومة تسببت بشكل مباشر في عدم اتجاة الناس إلى الانتاج بعد أن اهتمت بالسياسة على حساب الزراعة، وقلت ذلك في برنامج (الصالة).
٭ ضاعت أموال النفرة الزراعية وتحرك بها الولاة في حقل السياسة بدلاً عن حقل الزراعة، وأكثروا من سياسة قائمة على الطلب والعرض، بدلاً عن فلاحة الأرض، وعندما انهارت الفكرة ابتدعوا النهضة الزراعية والتي لا قيمة لها.

٭ ولأن الحكومة غير منتجة فإنها تشكو بطريقة فيها قدر من المراوغة بنسبة كل قصور الى العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد، وهو تبرير غير صالح لكل زمان ومكان.
٭ قام الحاج آدم بفلاحة الأرض بنفسه ومارس مهنة الزراعة، ولذلك له الحق أن يطلق مثل هذه التصريحات، وتتوافر فيه كل تلك الثقة، لكن المهم جداً أن تنتهج الحكومة ذلك النهج.
٭ ننصح الحكومة بالتعامل مع الزراعة بكثير من الجدية في المرحلة المقبلة .. وذلك باختيار طاقم (يحس بالوجعة) ويعمل لمصلحة الزراعة والوزارة..

إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version