تحسسوا بطونكم

جاء في الأخبار أن د. دفع الله علم الهدى اختصاصي الصحة الأولية وطب المجتمع أشار إلى أن (75%) من الشعب السوداني مصاب بجرثومة المعدة.
الدكتور عزا انتشار المرض إلى تناول الأطعمة المكشوفة، وتلوث المياه، وشرح الدكتور أعراض المرض أنها تتمثل في انتفاخ في البطن، وصداع، ورائحة كريهة في الفم.

حسنا إذا كان تلوث الماء هو السبب في انتشار المرض فهذا يعني أن 95% من الشعب السوداني مصاب بجرثومة المعدة وليس (75%)؛ ذلك أن الغالبية العظمى من المواطنين يتناولون مياها ملوثة.. وبشهادة معمل إستاك، أما الـ 5% الباقيين البشربوا مويه نظيفة دييل طبعا ناس الحكومة والمناصب الدستورية وحاشيتهم، والذين يتناولون المياه المعدنية المعبأة في قوارير أنيقة، والذين تدخل المياه إلى قصورهم عبر فلاتر طخمة فتتم تنقية مياه الشرب وري الحديقة وتعبئة الجاكوزي.

أما بقية الشعب المقهور الذي يشرب ماء ملوثا وطعاما مكشوفا ومرتعا للذباب فعليه اللجوء إلى الحبة السوداء والقرض، ثم غلي النعناع؛ لتجنب آلام البطن، ومص الليمون؛ لمعالجة روائح الفم، وربط الرأس بفوطة طويلة للتحايل على الصداع، أما إذا اشتدت عليه الآلام فعندها يمكنه أن (يخرب) ميزانية الشهر فيتناول زبادي، ويشتري دواء مسكنا للألم.

إن مسألة تلوث مياه الشرب مسألة خطيرة، ولا يمكن الصمت عليها، ولا تعالج- أبدا- بدفن الرؤوس في الرمال و(المكابرة)، وقد سبق ودار الكثير من اللغط حول صلاحيتها للاستخدام البشري، ودار لغط أكثر حول اختلاطها بمياه الصرف الصحي.

أذكر مرة أن الأستاذ ضياء الدين بلال قد حكى لي عن امتلاء أحد الخيران على مشارف مدينة يثرب بماء في شكل رغوة الصابون، وكان ذلك عقب انفجار خط ماء رئيسي!.. اهااا ده كلام ده يا جماعة.. جابت ليها رغوة كمان.. تحسسوا بطونكم، إننا وبوضوح لا نستطيع أن نطلب من المواطنين أن يشتروا مياه معدنية.. ولا نستطيع- أيضا- أن نطلب منهم الصوم عن الماء، وانتظار الفرج.. لكن حتى ينجلي ذلك الواقع المر لنحاول تنقية المياه بمواد محلية وطبيعية.. فجرثومة المعدة ليست بالمرض الهين، ولا هي بالداء الذي يعالج بـ (الطناش).

خارج السور:
اشتروا أزيار الفخار؛ فهي صالحة لتنقية المياه.

سهير عبدالرحيم
صحيفة التيار

Exit mobile version