الحكومة هى سلطات تنفيذية وقضائية وعسكرية تمارس سلطاتها فى المجتمع داخل حدود جغرافية معينة تسمى بالدولة ، حيث أن الحكومة تكون مدنية منتخبة أو عسكرية أستولت على الحكم بالقوى . تفرض الحكومة سلطتها على المجتمع بقوانين معينة ودستور متفق عليه وتشريعات محلية عرفية وقوانين دولية ملزمة . مهمة الحكومة هى حفظ الأمن وسلامة المواطن وحماية الحدود الجغرافية تحت سيطرتها وتحسين الإقتصاد والتنمية والإرتقاء بالتعليم والصحة وإنشاء بنيات التحتية وتطوير العلاقات بالدول الخارجية والعمل على تنظيم و تسير شئون المواطن بكل يسر .
الحكومة السودانية التى إستولت على الحكم منذ 1989م بإنقلاب عسكرى ثم تبعه إنتخابات غير متكافئة مع الخصوم وذلك لعدم إستعداد الخصوم شعبيا وماديا وإعلاميا . خطاب الحكومة الأول هو المحافظة على وحدة و تراب الوطن وراحة المواطن وبسط الأمن والعدل وإعادة هيبة الدولة سياسيا وإقتصاديا ودوليا وظلت الحكومة العسكرية ثم المنتخبة طوال فترة حكمها التى تعادل فترة سبعة (7) حكومات ديمقراطية حسب نظام الحكم الديمقراطى لم تحقق تلك الأهداف .
لقد وعدنا السيد الرئيس بإنها حرب الجنوب ليعيش الشمال والجنوب فى دولة موحدة تحت سلطة حكومة وطنية واحدة . لكن تم فصل الجنوب ليصبح من أشد الأعداء اليوم ويدعم ويصدر الحركات المسلحة للشمال . وعدنا السيد الرئيس بتقطيع فواتير الوارد وتطبيق شعار نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع لكن قطعنا فاتورة الصادر وإعتمدنا على الوارد بعجز كبير جدا وأصبحنا نأكل من القروض والإغاثة ونلبس من الصين بالدين . وعدنا السيد الرئيس بتوفير العلاج ومجانية التعليم لكن إرتفع سعر الدواء وفتحت المدارس الخاصة برسوم تعادل رسوم التعليم فى الدول المتقدمة . وعدنا السيد الرئيس بإدخال الكهرباء لكل بيت فى هذا الوطن بأسعار مدعومة لكن لم يتحقق ذلك رغم إنقطاع الكهرباء عن المنازل والمصانع بأكثر من ساعات النهار. وعدنا السيد الرئيس باكل الأيس كريم وركوب لاندكروزر لكن مازلنا نأكل الفول من غير شبع ونركب الركشات والكثير الكثير من الوعود التى صفقنا لها ورقصنا بعدها .
بعد هذا أطل علينا السيد الرئيس بأنه لا يريد أن يقف مواطن يوم القيامة بالتظلم ضده لكنه نسىء أن سيدنا عمر بن الخطاب الذى يتفقد الرعية ليلا ويساعد الفقراء وكبار السن وهو خليفة المسلمين ومن المبشرين بالجنة ويخشى أن تتعثر شاة فى العراق ويساله الله عنها . نسى أن والى عمر بن الخطاب بحمص ( سعيد بن عامر رضى الله عنه ) ورد أسمه فى كشف الفقراء . لقد فقد المواطن الثقة فى الحكومة ونسأل الله أن لا يفقد الأمل والثقة بالله وأن يعلم بأن الله مالك الملك يؤتى الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شىء قدير. أيها المواطن لا تفقد الثقة فى خالقك لقد حكم فرعون مصر قبل ولاة موسى عليه السلام وذهابه وإقامته فى مدين الى أن بلغ أشده كل هذه الفترة التى جمع فيها فرعون كنوز الدنيا حتى تكبر وتجبر على قومة وقال أنا ربكم الأعلى ثم أهلكة الله بالغرق وجعله آية لمن بعده . ليس بلحس الكوع ولا بمن زرعكم ولا بتنبؤات بله الغائب ودعوات الصوفية هى التى تطيل عمر الإنسان و السلطة والحكم ولكن يؤخركم الى أجل مسمى يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا سلطة ولا قوة .
ياسيادة الرئيس الشعب يريد مطلبا واحد وهذا المطلب يتحقق بشجاعتكم وحكمتكم ولا يحتاج لرفع الدعم ولا نشر قوات الأمن وبه يكسب الثقة بكم ويدعو لكم .