*أمس الجمعة أعلن الأمين العام للحركة الاسلامية الشيخ/ الزبير أحمد الحسن إعلان الجهاد الإسفيري .. الشيخ وجه كل عضوية الحركة الإسلامية للأخذ بأسباب التكنولوجيا الحديثة والتواجد في الفضاء الإسفيري بجدية، وفضح الدعاوى الكاذبة لمناضلي الكيبورد الذين يعملون بأسماء وهمية أو مستعارة.
*لم يكن الزبير في حاجة لإعلان الاستنفار، فهو بتلك الخطوة ينقل المعركة إلى الأسافير، وهي معركة لن تنتهي وسيطول أمدها، بل وفي ظل انعدام الأخلاق لدى كثير من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي سينهزم الإسلاميون.
*ترى ماذا سيكون ردة فعل الزبير ومعاونوه لو كتب أحدهم زوراً وبهتاناً أن الزبير نفسة تلقى عمولات عندما كان وزيراً للمالية أو للنفط، أو ـنه حول مليارات من الدولارات لمنفعته الشخصية، عندما كان نائباً لمحافظ المركزي ؟؟.
*وعلى هذا النهج قس، عندما تتهم المعارضة الإسفيرية الرخيصة قيادات الإسلاميين والإنقاذ بالكذب والتأويل وسوق كثير من الأخبار المضللة والكاذبة، لن يستطيع كل الأسلاميين ومن داروا في فلك الحزب الحاكم وزعموا أنهم مؤتمر وطني التصدي للمعارك الإسفيرية.
*وذلك لجملة أسباب أولها أن ساحة النزال الإسفيرية أدواتها غير شريفة، وجنودها مجهولون، وكثير منهم لا ذمة له ولا أخلاق، فيمكن وبكل يسر أن يكتب عن الأعراض، وخصوصيات الأسر وأسرارها.
*سينجرف الاسلاميون إلي معركة في غير معترك وسيهدروا طاقتهم لو قرروا النزول إلى حلبة الميدان، (الوهمي) الإسفيري الذي لا نهاية له .. بإمكان عاطل أو متسكع في شوارع باريس أن يكتب مايكتب في مواقع التواصل الاجتماعي عن أحداث في الخرطوم (ناجرة من راسو)، هل يهدر شباب الإسلاميين وقتهم مع أمثال هذا الشاب.
*أذكر أن أحد كوادر الحركات المسلحة، التقيته في الدوحة عقب توقيع مجموعة الراحل محمد بشر للسلام، قال لي في لحظة تجلي إنهم كانوا عندما يغضبون من الوفد المفاوض يفرغون غضبهم في كل الحكومة عبر الأسافير.
*المعركة الحقيقية التي يجب أن يدعو لها شيخ الزبير وتخوضها الحركة، هي مع المؤتمر الوطني باقناعه بالمضي قدماً في انفاذ مخرجات الحوار الوطني وإفساح المناصب وزيادة هامش الحريات، فالتضييق في أي نوع من المنصات المعروفة للإعلام والصحافة يعني التحول للأسافير.
*وأن تعلن الحركة الإسلامية الحرب على الفساد والمفسدين، وتضغط في اتجاة كشف الحقائق عن كثير من القضايا – على سبيل المثال لصوص الدواء – وأن تطلق الحركة الاسلامية الحرب على البيروقراطية التي أقعدت بالخدمة المدنية، (من هنا بدأت ماليزيا النجاح كما قال زعيمها الأسبق مهاتير).
* وأن تضغط الحركة، بأدواتها القوية وإرادة قيادتها ممثلة في شيخ الزبير (أبرز الرجال المحترمين)، من أجل أن تمضي الحكومة في انفاذ التقشف الذي أعلنت عنه وأن تضبط المال العام، وأن يتم ذلك عبر المؤتمر الوطني.
* قال شيخ الزبير أمس (ننحني للشعب السوداني شكراً وتقديراً لإفشاله مخطط العصيان المدني)، ولكن لو فعل الزبير ما أشرنا إليه سينحني الشعب للحركة الإسلامية.
إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة