* مع كل صباح يطالعنا تصريح لمسؤول سوداني بأن مناخ السودان ملائم لجذب المستثمرين الأجنبي، وبالتأكيد هم يعنون الجو السياسي وفرية الحوار الوطني التي أصمَوا بها آذاننا، ولكن، وعقب (حوار العصيان) وما أعقبه من تأهب المواطن ورفضه لسياسات الحكومة تغيرت اللغة وبات التبشير بإمتلاك السودان للأراضي والمياه هو العامل الأكثر جاذبية للمستثمر.
* مساعد رئيس الجمهورية ومسؤول ملف الصين، عوض الجاز، يمتدح في ثروات السودان الطبيعية وكأنها أمر جديد عليه وعلى حكومته، ويغازل بها الجانب الصيني أملاً في المزيد من ضخ الأموال في خزينة الدولة التي أصبحت خاوية بسبب الفساد المستشري، وفي نفس الوقت يعمل بها على تخدير الشعب السوداني الذي يخوض أقوى معركة مع النظام ويقلق منامه.
* الحديث الصادر عن الجاز أحد صقور الإنقاذ وصانعي مجدها خاصة في مجال النفط، يؤكد أن هذا النظام لم يحسن إستخدام ثروات البلاد الإستخدام الأمثل، بل أضاعها متعمداً ليعود لاستخدامها فقط ككرت رابح عند الحاجة.
* أموال النفط غادرت الى غير رجعة ولم يستفد منها الشعب السوداني، والحجة الدائمة هي إنفصال الجنوب، و (العقوبات الامريكية).
* مشاريع التنمية خاصة الزراعية منها أيضاً ذهبت بلا عودة، والتي كانت تمثل الاكتفاء الذاتي للمواطن السوداني في الجانب الغذائي، رغم وجود كافة المقومات التي يتحدث عنها الجاز من مياه وأراضي خصبة جاذبة للاستثمار، والسبب بالطبع والشماعة الدائمة هي (العقوبات الأمريكية).
* مشاريع الانتاج الحيواني لم تكن أقل اهمية من الزراعية، والسودان معروف بثرواته الحيوانية الهائلة، والتي جعلت منه أحد اكبر الدول المصدرة للماشية ومنتجاتها على مستوى المنطقة، أو من المفترض أن يكون، ولكن لا أثر لها ولم نر لها عائداً والسبب المباشر بحسب الرواية (العقوبات الامريكية).
* العقوبات الامريكية التي تسبب فيها النظام، حمَل بكل أسف مسؤوليتها للمواطن الغلبان جداً.
* فالشعب لم يقل للنظام أعدم كل ماهو جميل ومفيد في هذا الوطن، ثم تباكى عليه، ولم يقل له أفصل الجنوب ثم ولول على الإنفصال، ولم يقل للنظام أنشر الفساد وأصمت على الفاسدين و(ضارى عليهم)، ولم يقل له ساهم في إفقار معظم الشعب، واصمت على المرض والجوع والأمية، ثم ارم اللوم بكل قوة عين وجلد تخين على (العقوبات الامريكية).
* الشعب يعلم تماماً أن بلاده بها من المياه والأراضي الخصبة ما يكفيها ويكفي كل القارة، ولكن يبقى فقط ذهابكم وترك كل هذا الخراب للشعب المخلص الذي سيعيد للبلاد حيويتها وسمعتها التي تم بيعها أسوة بالأراضي والمؤسسات والأصول السودانية بالخارج.
* خصوبة أراضي السودان لا تحتاج لتزكية من الجاز وصحبه، ووفرة المياه يعلمها القاصي والداني، ولكن وفي سبيل سياسة (جوَع كلبك يتبعك)، تم تهميشها بل ووضعها في خانة (عالة علي الدولة).
* وزراء زراعة كثر ومثلهم وزراء دولة بمخصصات عالية ومرتبات تكفي لإعاشة ولاية الجزيرة وما حولها، بخلاف العاملين فيها من موظفين وعمال ومستشارين، ورغم ذلك الشعب (جعان وعطشان).
* الجاز وصحبه (الميامين) يعلمون علم اليقين أن كل هذه الجيوش الجرارة العاملة في مجال الزراعة تأخذ كرواتب ومخصصات ما يثقل كاهل الخزينة العامة، ولكن السياسة المتبعة هي (السردبة) لحين الإنتهاء من الادوار المتفق عليها، حتى ولو جاءت على حساب الشعب بأكمله.
* وجود الصين في المجال الزراعي والحيواني بالسوداني سيكون مثله ومثل دوره في النفط، نرى نحن (جعجعة) ويرى الجاز وصحبه (الطحينا).
بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة