لا ينتهي حديث تركيا عن ثوابتها في سوريا: “مستقبل دون الأسد”، و”أكراد محيدون”، و”حزام أمني يحمي حدودها”.
ثوابت تبتعد كل البعد عن سياسة موسكو، لكنها لا تتعارض على ما يبدو والتفاهمات الجارية معها. وبين الحين و الآخر، اتصال هاتفي بين بوتن وأردوغان، أو مرور للافروف بأنقرة، وزيارة من يلدريم لموسكو.
والنتيجة واحدة، عنوان عريض هو “الحل السياسي للأزمة السورية”، ومدى حرص الجانبين على حقن دماء السوريين، في “ديباجة فضفاضة” بلا تفاصيل تكشف عن شيطانها.
تركيا حققت الآن ربع المطلوب، تدخل عسكري على الأرض السورية، وإحياء للجيش الحر الرميم، الذي باسمه تشن هجماتها وتدخل بلدات وقرى في ريف حلب الشمالي تحت شعار “طرد داعش”.
وهنا تكمن المفارقة فداعش قيد الطرد التركي، هو نفس داعش الذي تتهم أنقرة بتسهيل دخوله إلى سوريا.
لكن السؤال الأكبر يبقى، ماذا تريد أنقرة من موسكو؟ والعكس صحيح.
حديث الدوائر المغلقة يشي بصفقة ما تدير فيها أنقرة ظهرها لحلفاء الأمس في حلب، وتغض موسكو الطرف في المقابل عن الانتشار التركي في ريف المدينة الشمالي.
حتى الآن موسكو وأنقرة تتجنبان “اصطدام الاقتراب”، وتريدان أن تكونا دوما على خطين متوازيين في سوريا، لكن في لحظة ما قد يلتقيان، وهنا أما يفرمل أحد الطرفين ويدع الساحة للطرف الثاني، أو يحدث صدام من الصعب توقع عواقبه.
أبوظبي – سكاي نيوز عربية