ليس المدخنون فقط هم من يشعرون بالاختناق ولا حتي أصحاب الأمراض التي تتمدد على الجهاز التنفسي هنالك من يختنق حتي من الأكسجين لايحتمل وقع أقدام طفيف بالقرب منه لايسأم التأفف من كل شئ وعلى كل شئ وكثيرا ما يسكنه الضجر فثمة أشخاص يجعلونك تفقد صوابك وربما عن قصد …
* هل علينا حقا أن نغلق مكان جرح بجرح آخر أكثر نزفا حتي ننسي ألم الجرح القديم؟ وهل من السهل علينا أن نمحو آثار الندب ونبدأ عهدا جديدا للسلام مع الآخرين والتصالح مع الذات ، ربما تصبح بعض الأماني أحيانا مثالية الى حد الإرهاق ولا ضير في إسقاطها إن لم نستطع حملها وليس علينا الحزن على تجاهلها …
* يكفي نكرانا للحقيقة وتجملا بالزيف فالقلوب التي يدميها الغدر لا تفتح مداخلها للثقة بسهولة وقد تظل غائرة في محيطها طويلا قبل أن تشرع نوافذها لإحساس جديد فالذي يكسر لايعود كما كان وإن عاد فبعضه حتما يكون مشوها …
*طبيعي أن نسامح مرة ونتغاضى عن ذلات بعضنا مرارا ونعتمر طاقية الإخفاء كثيرا لنتجاهل مشاهد لا نحتمل حدوثها وربما نغادر المكان أحيانا خوفا من وقوع مجزرة عاطفية فلا أحد يستطيع أن يعيش عمرا كاملا يحمل بين رئتيه أثقالا من آثام الآخرين بينما لا أحد يواسيه لهذا الحظ التعس ..
* نحتاج الى ميلاد معجزة تغير مجرى الأقدر تزلزل غابات الملح وتهدينا طعما مستساغا نزيل به بعض المرارة عن حاسة الذوق حتي نستطيع تمييز النكهات ..
* الحاجة ام الحسن كانت تنتظر قدوم تلك المعجزة التي نبحث عنها جميعا وحينما حظيت بها قالت بنبرة افتخار :
…يادوب ضهرك انطلق ياموسى اخوي
ودون سابق أنذار ارتفعت أصوات النسوة بالزغاريد والتي أشفت غليل حاجة ام الحسن بعد عهد من إنجاب الإناث .ووسط دهشة الجميع حملت ابن أخيها وأخذت تردد بأعلى صوتها :
(ياعُمار البلد العمدة موسى جاب الولد )
قصاصة أخيرة
نحتاج ميلاد معجزة
قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة )