٭ تفحص وزير الزراعة وقتها – د. عبد الحليم المتعافي- وجوه الحضور في اجتماع بالقصر كان يترأسه نائب الرئيس – وقتذاك – د. الحاج أدم يوسف، تفاجأ المتعافي بوجود شخص غريب بينهم وقيادات اتحاد المزارعين، وكان ممثلاً لشركة زراعية معروفة.
٭ كانت قيادة اتحاد المزارعين ، تنوي اقناع النائب، بشراء (جرارات) من الشركة ووصلت بهم الجرأة إصطحابهم مندوب الشركة معهم .. الأمر كان مخالفة صريحة ومس لهيبة الدولة، هكذا قال المتعافي، فكانت النتيجة طرد ممثل الشركة .. بعدها أثبت المتعافي غلاء جرارات الشركة، مما حدا بالنائب رفع الاجتماع وإسناد الأمر للمتعافي، والذي لم (يضق) عافية بعدها، حيث تعرض لحملة إعلامية هي الاشرس من نوعها حتى غادر الوزارة.
٭ لكن من المفارقات أن الشخص الذي تم طرده وكاد يورط الزراعة في الصفقة المشبوهة، يشغل الان منصب وكيل الزراعة، وهو علي قدوم الغالي الذي كان يعمل بتلك الشركة لسنوات طويلة.. ومن المفارقات أيضاً أن وقاية النباتات كانت قد فتحت بلاغاً ضد تلك الشركة بعد استيرادها لمبيدات غير مطابقة للمواصفات، ولم نسمع خبراً لذلك البلاغ بعد مغادرة المتعافي.
٭ ثم إن قدوم قام بتعيين مدير لوقاية النباتات، والذي يتم تعيينه بواسطة رئيس الجمهورية، مما يعد مخالفة صريحة .. كما أن عدداً من العناصر جاءت للمجلس القومي لوقاية النباتات بينهم شخصية حوكم في قضية أمانة خاصة بمبيدات، كما سبق لوزارة الصحة أن تحفظت على براميل مبيدات.
٭ نتاج هذه الفوضى في ظل الغياب التام لوزير الزراعة حدث كثير من التخبط، حيث لم تتم حملات الوقاية بالشكل المطلوب، فوقعت خسائر في شمال كردفان بسبب جراد القبور، وفي جنوب دارفور وشرق الجزيرة جراء الطير، ويتواجد الجراد في بعض المناطق.
٭ حملات الوقاية الصيفية كانت ضعيفة للغاية، بينما الحملة الشتوية أضعف منها، وتكاد تكون لم تنفذ في كثير من المناطق، ولأن اتحاد المزارعين تم حلها، فليس هناك عين رقيب تكشف مكامن الخلل في الوزاة المهمة ومايقوم به قدوم.
٭ مع الأوضاع الخانقة للاقتصاد كان من الممكن أن تكون الزراعة هي المنقذ، خاصة وأن الاقتصاد يقوى بالانتاج والصادر، والأخير يعتمد على الزراعة وعلى الصناعة المبنية على الزراعة والصناعة التحويلية، لكن الحكومة آخر من يعلم.
٭ كتب الصديق الأستاذ محمد عبد القادر رئيس تحرير (الرأي العام) عقب إقالة العكد، (ماحدث من معالجات في سوق الدواء ينبغى أن يحدث في أي قطاع آخر هناك نسخ عديدة من العكد) وقد صدق أبو حباب.
إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة