هذه نصائح (تقنية) للشعب السوداني جميعه كل الشعب بكل انتماءاته السياسية والفكرية والمجتمعية (حكومة ومعارضة ووطنيين ولا منتمين) ولا علاقة لها بانتماء سياسي محدد ولا بموقف محدد وإنما هي وليدة ما يدور في الساحة السودانية خلال هذه الأيام الحالية وما يتلوها من أيام:
لكى يحدث التغيير في البلاد لمصلحة السودان الوطن الواحد ومن أجل مستقبل أبنائنا وأجيالنا ولتفادي الفوضى في البلاد فلابد أن نراعي جميعنا ما يلي:
– أهمية وضرورة الالتفاف حول قيادة ميدانية بقائد وطني متفق عليه ومعلن عنه يكون من الرموز الوطنية ليتمكن من قيادة التغيير في البلاد وأن تكون معه عضوية من وجوه جديدة مؤهلة تمثل المجتمع السوداني بكل ولاياته وتضم الشباب من الرجال والنساء وتضم العلماء والتكنوقراط والمفكرين والفئات المختلفة من العمال والمزارعين ورجال الإدارة الأهلية والقوات المسلحة والشرطة بشرط ألا تضم في عضويتها أي حزب ولا حزبيين فتكون العضوية باعتبار المواطنة وليس باعتبار الانتماء الحزبي حتى لا تتم سرقة التغيير أو مصادرته أو الاستيلاء عليه أو اختراقه.
– لكى ينجح العصيان المدني أو التغيير يجب أن يتفق الشعب على القيادة وأن ينفذ تعليماتها دون خروج على أوامرها ولا مخالفة لتعليماتها.
– على القيادة أن تتأكد من أنها تنال تأييد أغلبية الشعب لتتمكن من القيام بالتعبئة الشاملة للشعب السوداني حتى تتوقف عجلة الحياة تماماً وأن يكون هذا دون إكراه ودون عنف أو إراقة دماء أو إحداث فوضى أو خسائر في الأرواح أو تدمير أو إضرار بالمنشئات والممتلكات العامة والخاصة.
– يجب على القيادة أن تكون مستعدة لمرحلة الانتقال من العصيان إلى مرحلة تسلم زمام الأمور بسلاسة حين ينجح عصيانها وذلك بمساعدة القوات النظامية والشرطية والأجهزة الأمنية. ويجب أن تكون رسالتهم للنظام الحالي واضحة وتحتوي على قدر كبير من المرونة في خارطة طريق نهاية عهد وبداية عهد آخر مع ضمان أمن وسلامة القائمين على النظام الحالي في مختلف قطاعات الدولة.
– يجب على القيادة أن تحسب جميع خطواتها وتكون رؤيتها واضحة وأن تمتلك خارطة طريق للتغيير وأن تعلنها على الجميع.
– يجب على القيادة أن تستعين بنقابات فئوية شاملة تتولى تنظيم الفئات وتوجيهها من أجل التغيير.
– يجب على القيادة أن يكون لديها ممثلون معروفون في جميع القرى والأحياء للمتابعة وتنفيذ التوجيهات والتعليمات.
– يجب على القيادة أن يكون لديها آلتها الإعلامية وأن تحسن استغلال وتوظيف الاتصالات والشبكة الدولية وأن تكون لديها البدائل في حال انقطاع الخدمة.
– على الوطنيين في القوات المسلحة والجهات الأمنية الأخرى أن يدركوا أنه سوف تأتي لحظة تفرض عليهم وضعاً صعباً فيكون عليهم الاختيار بين الانحياز للشعب والحفاظ على أمن البلاد أو الفوضى الناجمة من انفراط عقد الأمن فيجب أن يستعدوا لمثل هذا القرار.
– حتى لو فرضنا فشل العصيان المدني في يومه الثالث فقد تعلم الشعب درساً هو أنه يستطيع في كل مرة أن يمارس نفس حقوقه هذه في العصيان وأن يطور من آليات وطرائق تنفيذها ومؤكد أنها من الممكن أن تنجح في المرة الثانية أو الثالثة لكنها حتماً ستنجح في مرة من المرات. ولهذا فلا خيار أمام السلطة الحالية إلا أن تمنح الشعب حريته في الاختيار دون قسر أو قهر أو إكراه وأن تساعد في الانتقال السلمي للسلطة.
– يجب على القيادة أن تستعين بذوي الخبرة في إدارة التغيير مع خبراء إدارة الطواريء ودرء الكوارث والمخاطر في جميع الأحوال والظروف وعلى القوات المسلحة القيام بدورها في تأمين البلاد ضد الأخطار الداخلية والخارجية وضد جميع المتربصين بالوطن.
-يجب على الشعب التحلي باليقظة والحرص والحذر مع المحافظة على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة وعدم التعدي على أي مواطن وأن يتم التغيير بأكبر قدر من الرقي والانسيابية والوعي.
– يجب أن تكون القيادة مستعدة للاجراءات الفورية التي تصحب التغيير والتي تتعلق بالنظام السياسي والإداري وحالة الطواريء إضافة إلى البرنامج الإسعافي الاقتصادي العاجل وتأمين حاجات الشعب الضرورية من الخبز والماء والكهرباء والوقود والأدوية المنقذة للحياة وجميع الاحتياجات الضرورية في البلاد.
هذه بعض النصائح الهامة وأسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد وأن يجنبنا الفتن وأن يسبغ علينا نعمة الأمن وأن يهدينا سواء السبيل والله ولي التوفيق
بقلم
د. عمر فضل الله