يا نافع .. الحاري ولا المتعشي !
الدكتور نافع تحدى المعارضة في إنجاح العصيان المدني وراهن على فشله ، مؤكداً أن ذلك سيمثل الخيبة الثالثة للمعارضة بعد سبتمبر ، وحاول الدكتور نافع تبرير العصيان بالخوف من الخروج للشارع، وهذا اتهام خطير للشعب السوداني و للمعارضة و للناشطين وهو بمثابة استفزاز إضافي ودعوة للمنازلة في الشارع، والحقيقة التي يعرفها الدكتور نافع ولا تدعيها قوى المعارضة أن الدعوة للعصيان المدني دشنها ناشطين وإنضمت إليها بعض فصائل المعارضة ودعمتها بقية قوى المعارضة .. د. نافع تسائل ( لماذا يضرب الناس بحجة غلاء المعيشة .. ) ، زاعماً إن ( الشعب يعلم إن الحكومة تقدر قسوة الاجراءات وانها السبيل الوحيد للنهوض بالاقتصاد وتحريره وأنها كانت ستجتهد لتقليل آثار تلك الاجراءات ).
بداية لا بد من التأكيد على أن الحكومة لم تكن لتلفت لمراجعة قرارات قالت أن لا رجعة عنها ، لولا ضغط الشارع ، ليس شارع المعارضة كما يقول د. نافع وانما الشارع العريض ، كافة المواطنين أبدوا استياءهم وغضبهم من الاجراءات الحكومة التي زعزعت وضعهم كما لم يحدث من قبل ، وما يدعو للاستغراب في حديث د. نافع هو تساؤله عن سبب الإضراب بسبب الغلاء ، اذاً لماذا يضرب الناس ؟ أما تأكيدات نافع على فشل العصيان قبل بدايته فإنها تأتي بمثابة دليل إضافي على إن د. نافع ورهطه من الحزب الحاكم وبعد ( 27 ) عاماً من الحكم لم يعرفوا الشعب الذي حكموه بالقوة القاهرة وظنوه خائفاً مرتعباً.
الحكومة التي يدافع عنها الدكتور نافع تعجز عن دفع ( 200 ) مليون دولار للدواء ، وتبنى قصراً بـ ( 50 ) مليون دولار ، وتبني مقراً لحزبها في النادي الكاثوليكي بمبلغ ( 50 ) مليون دولاراً ، هذه الحكومة التي تدعي عجزاً في موارد النقد الأجنبي ، وتوجد في خزائن قادتها عملات حرة من مختلف الأنواع ، هذه الحكومة التي يتهم نائبها العام علناً بنك السودان لتورطه في قضية شركات الدواء الوهمية ، هذه الحكومة التي ارتعبت فقط لجلوس الناس في بيوتهم ، فكيف إن خرجوا للشوارع ؟ من أهم نتائج اليوم الأول أن الشارع بما فيه المعارضة قد امتلك أدوات متكافئة للصراع على الأقل إعلامياً ، وأكدت قطاعات واسعة من الشعب إنها لا تريد استمرار هذه الحكومة ، حزب المؤتمر الوطني كذب على لجنة الشكاوي لدى مسجل شئون الأحزاب عندما أنكر كتابة تلقيه منحة من الحزب الشيوعي الصيني لبناء داره ، المجلس رفض الشكوى التي تقدم بها الدكتور علي السيد المحامي إنابة عن الأستاذ فيصل محمد صالح بعد سماع رد الوطني وطلب دليلاً للفصل في الشكوى ،
بالأمس فاجأت الأستاذه أميرة الفاضل الجميع باعلانها إن حزبها قد أخطأ بتلقيه الأموال لبناء مقره من الحزب الشيوعي الصيني، وقالت ( ينبغي أن نلتزم بقانون الأحزاب الذي ينص على إلا يتلقى أي حزب أموالاً من حزب خارجي ) ، وقتها قلنا إن الحزب الحاكم يكذب ويتحرى الكذب ، حتى كتب عنه الله كذاباً فافتضح أمره من قياداته .. بعد هذا الاعتراف فان السيد مسجل الأحزاب مطالب برفع دعوى على المؤتمر الوطني و مطالبة المحكمة بمصادرة أموال الحزب الشيوعي الصيني، إذا لماذا النفرة لبناء مقر الحزب و الحزب أستلم الأموال من الحزب الشيوعي الصيني (الكافر )، هذه أموال لا بركة فيها و هي سحت ومؤكد مخالطتها للربا ، فالحزب الشيوعي الصيني يودع أمواله فى بنك الاستيراد و التصدير الصيني و يجني فؤاد ربوية عليها ، أيآ كانت درجة نجاح العصيان .. الحاري ولا المتعشي، يا دكتور !
ماوراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة