الشعب السودانى شعب طيب وشعب عريق يستحق أن يحيا حياة حرة كريمة .. والشعب السودانى شعب معلم شرب السياسة شرابا ، ولقد جرب لعبة عسكر وحرامية مرارا .. اقصد الأنظمة الشمولية والحزبية ولو أن الأخيرة لم تصمد طويلا .. ولكن للأسف النتيجة كانت واحدة ، وجهين لعملة واحدة ( طرة وكتابة ) فعمت حالة اليأس وسادت روح الإستسلام للقضاء والقدر بعد أن خرج بصدور عارية ليسقط الحكومات وينتزع السلطة عنوة واقتدارا من بين فك أعتى واشرس نظامين عرفهما التاريخ السياسي السودانى .. الفريق إبراهيم عبود والمشير جعفر نميرى .. ويسلمها هؤلاء الذين يتباكون عليها اليوم على طبق من ذهب .. لقد اضاعونا وأي وطن اضاعوا .. وأي شعب اضاعوا؟ لأنهم لم يقدروا ثقل الأمانة ولأنهم لم يعوا الدرس ولم يأخذوا العبرة من إخفاقات الماضى وساروا على ذات النهج البغيض .. الطائفية والرجعية والمحسوبية ، وانشغلوا بالمناصب والحصص والكراسى ونسوا أو تناسوا ذلك الواقع الأليم وتلك الجماهير التى ضحت بارواحها من أجل الحرية والديموقراطية ، وأتت بهم بعد مخاض عسير .. ودب الفساد فى اوصالهم واستشرت الفوضى فى كل مكان .. لينفرط عقد الأمن آخر اسفين فى نعش الحزبية ، ليعود السخط للشارع ويستشعر المواطن الإهمال وعدم الأمن والأمان ويتهيىء المسرح لأي قادم وأي بيان رقم واحد وقد كان.. ثم يعلو ويشتد الصراخ فى البرلمان ويصيح أحدهم قائلا : علي الطلاق حكومتكم دى لو شالا كلب مافى زول يقولو جر !!!
اها الناس كلها الليلة بقت تصيح ليه؟؟ واليوم هو يوم 27 هو اليوم المضروب للعصيان المدنى .. ومن ثم المظاهرات السلمية وإسقاط النظام .. انا لا اريد ان احسب على أي فئة ولا أن اصنف مع أو ضد ولكننى فقط أسأل : هل الشعب السودانى مستعد للخروج للمرة الثالثة وان يضحى من أجل أن يأتى بنفس القيادات والتى أتى بها من عشرات السنين واسلمته للفشل؟ والجواب ليس عندى أيها السادة والسيدات ، الجواب والكلمة الفصل لما يدور الآن فى الشارع السودانى وهو وحده الذى ينبىء عن نجاح أو فشل العصيان المدني .
وغدا لناظره قريب .
بقلم
أحمد بطران