قلت إن الساسة المعارضون نجحوا في اعتلاء الحملة التي أطلقها ناشطون مستقلون مطالبين بإعادة الدعم للأدوية، ما جعل الحكومة ترى المطالبة تهديدا سياسيا وليس مطلبا خدميا.
ساقني لهذه النتيجة ما أطالعه يوميا من نشرات محبوكة تشي أن وراءها مطبخ إعلامي يعمل ليل نهار على غرار وحدات التعبئة السياسية التي توظفها الدول آن الحروب لإرباك الخصم وتوجيه المواطنين (يظهر ذلك من البيانات الصوتية المفبركة واستدعاء صور وفديوهات من الإرشيف بعناوين جديدة وكتابات تضلل الناس وابتكار شخصيات وهمية ومن ثم إعلان اعتقالها…الخ)
اليوم أسوق دليلا آخر على أن الناشطين فقدوا السيطرة على حملتهم الطامحة لبقاء أسعار الدواء كما هي على أن تتحمل الحكومة فرق تحرير سعر الدولار، وهو ما استجابت له الحكومة، أمس الجمعة، لكن حملة الناشطين انتقلت إلى طور آخر هو الدعوة إلى عصيان مدني. وقد حاورت بعضهم: ألا يكفيكم ذلك؟ فأظهروا عدم ثقتهم فيما أعلنه وزير الصحة الاتحادي بحر أبوقردة مقدرين إنها قرارات تخديرية لتثبيط دعوة العصيان. فأقول: إن كان وعد الحكومة ليس مضمونا فإن المعارضة التي تنشط معكم من وراء ستار لا عهد لها أيضا إذ تركب مسعاكم النبيل إلى غاياتها السياسية بإغرائكم لرفع المطلب كل حين بما يثير غريزة الحكومة في البقاء، وساعتها سيحدث الصدام وسيعلو غبار المعركة وستكون المطالب بإعادة دعم الدعاء ترف مؤكد لأننا سنفتقد للهواء النقي وكل شيء سيتعطل ويخرب بلا عودة!
فتبينوا وانظروا إلى أين أنتم ذاهبون وتساقون وإن بدا لكم من الحكومة لينا فلينوا ولا يغرنكم “المستثمرون السياسيون”.
بقلم
زرياب صديق