*من منكم سمع بأن في بريطانيا أزمة اقتصادية؟..
*فإن سمعتم، فلا يجنح بكم الخيال لعقد مقارنة بينها وبين أزمتنا..
*فالأزمة التي يعنُونها هي- بالنسبة لنا- جنة إن وجدناها..
*ورغم ذلك انطلقت حملة تنادي بالتقشف الحكومي (قبل) الشعبي..
*ومفردة (قبل) بين القوسين للدلالة على الفرق بيننا وبينهم..
*هذا إن كانت حكومتنا مستعدة للتقشُّف أصلاً حتى (بعد) موت الناس..
*بل ولأول مرة يقول البريطانيون (لا) في وجه ملكتهم..
*فقد جمعوا ملايين التوقيعات رفضاً لنداء الملكة بترميم قصرها الملكي..
*وسينتقل الرفض إلى البرلمان قريباً دعماً لسياسة التقشف..
*هذا البرلمان الذي قلنا إنه يهتم بـ(المعاني) وليس (المباني) كحال برلماننا..
*فمبناه – بأثاثه – كما هو منذ عهد رئيس الوزراء تشمبرلين..
*وبرلماننا جدد أثاثه بـ(850) مليون جنيه بحجة أنه قديم منذ العام (2005)..
*أما من حيث المعاني فهو مجرد ديكور، (لا يهش ولا ينش)..
*وفوق ذلك (لا خيره ولا كفاية شره) مع حكاية سفر نوابه هذه الأيام..
*كل يوم والتاني نسمع بأن رئيسهم (قال ناوي السفر)..
*ويتهافت النواب نحوه على أمل أن يحظى كلٌّ منهم بفرصة مرافقته..
*ويتبدد (الكثير) من (قليل) مال الدولة في لا شيء..
*وقمة الـ(لا شيء) هذا نيتهم الآن السفر إلى أمريكا بهدف مقابلة ترمب..
*(أورطة) برلمانية تريد أن تشرح لترمب الحوار الوطني..
*مع أن: لا الحوار (دخل) حيز التنفيذ ، ولا ترمب (دخل) البيت الأبيض..
*والله لقد (بالغت) أيها الشيخ (التقي الورع الزاهد)..
*والآن في بريطانيا (تقوى وورع وزهد) ولكن ليس من منطلق (الإسلام)..
*وليتنا رأينا هذه القيم عندنا هنا بدلاً من (الشعارات)..
*فماذا نستفيد من صيحات تكبير وتهليل والواقع أبعد ما يكون عن الدين؟..
*بل حتى هيئة علماء السودان استنكرت هذا الواقع..
*ورددت حديثنا عن ضرورة (تقليص الجهاز الحكومي إلى أقصى حد)..
*وطالبت المسؤولين بأن يكونوا (القدوة في التقشف)..
*وأبدت تفهماً لاحتجاج الناس على (سوء أوضاعهم المعيشية الراهنة)..
*وأفتت بجواز ( تظاهرهم السلمي ضد الحكومة)..
*علماً بأن تظاهرة شارع المطار- قبل أيام- كانت (سلمية) لأقصى حد..
*ورغم ذلك ووجهت بـ(أقصى) عنف..
*دعونا نجمع ملايين التوقيعات أسوة بالبريطانيين..
*ثم يوصلها منا (من يصل حياً !!!).
صحيفة الصيحة