صدم كثيرون بالخبر الذي أوردته صحيفة “الصيحة” السودانية، في عددها الصادر يوم الأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني والذي أفاد بانتحار ثلاثة أشقاء سودانيين من عائلة واحدة في ولاية الخرطوم ، بعد عجز أسرتهم عن توفير الأدوية التي يحتاجونها.
ويجسد الخبر حالة الكثير من المرضى في السودان في الوقت الحالي، والذين تحفل مواقع التواصل الاجتماعي بقصص معاناتهم، في سبيل تدبير الأدوية التي يحتاجونها،مع ارتفاع أسعارها بصورة غير معقوله، إذ زادت أسعار بعض هذه الأدوية بنسبة تصل إلى 150%.
وتتزايد معاناة المرضى في السودان، في وقت قررت فيه العشرات من الصيدليات في العاصمة الخرطوم، إغلاق أبوابها احتجاجا على رفع الدعم الحكومي عن الأدوية، وهو ما تسبب في هذه الزيادة الكبيرة.
وكان اتحاد الصيدليات في ولاية الخرطوم، قد دعا الصيادلة إلى تنفيذ اضراب وإغلاق الصيدليات، من الساعة الثامنة والنصف صباحا وحتى الخامسة عصرا، للضغط على الحكومة التي رفعت مؤخرا قيمة دولار استيراد الدواء، من 7.5 جنيه سوداني إلى 17.5 جنيه.
وقد ارتفعت أسعار الأدوية، في أعقاب توقف بنك السودان المركزي قبل أسبوعين عن توفير النقد الأجنبي لاستيراد الأدوية، ضمن خطة حكومية لرفع الدعم عن السلع بما فيها المحروقات والأدوية.
ويشتكي كثير من الصيادلة في السودان، من عدم توافر العديد من الأدوية، التي تعد حيوية لإنقاذ حياة المرضى، ومنها أدوية الصرع إضافة إلى زيادات كبيرة في الأسعار على أدوية لأمراض مثل السكري وضغط الدم.
وقالت صحيفة (سودان تريبيون) إن فتيات وسيدات سودانيات احتججن لليوم الثاني على التوالي، الإثنين 22 نوفمبر تشرين الثاني، على رفع الدعم الحكومي عن الأدوية، وأن الاحتجاجات النسوية امتدت لتشمل مدن ود مدني وبورتسودان وكسلا، في وقت يتصدر فيه هاشتاج “أعيدوا الدعم للأدوية” على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات الأمنية كانت فضن يوم الأحد 21 نوفمبر بالقوة، مظاهرة للنساء بالعاصمة السودانية على طريق إفريقيا بجوار مطار الخرطوم، احتجاجا على زيادة أسعار الدواء،.
من جانبها نقلت صحيفة السودان اليوم عن (سميه أكد)، وزيرة الدولة بوزارة الصحة السودانية، خلال ندوة لها مع الصيادلة السودانيين قولها إن فشل الدولة في توفير المبلغ المطلوب لمجابهة استيراد الأدوية، والبالغ 400 مليون دولار هو الذي دفعها إلى اتخاذ القرار، مشيرة إلى أن الزيادة في أسعار أصناف الدواء المختلفة لن تصل إلى 100%، متعهدة بمراجعة الأسعار بشكل يومي، واضافت ان الدواء غير محرر ولا يجب الترويج لذلك.
إذا كنتم في السودان وتواجهون مصاعب في توفير الأدوية حدثونا عن تجاربكم؟
هل ترون أن خطوة الحكومة برفع الدعم عن الأدوية كان يمكن تفاديها؟
هل تتوقعون تراجع الحكومة السودانية عن قرار رفع الدعم عن الدواء؟
وكيف تقيمون قرار الصيادلة السودانيين بإغلاق صيدلياتهم احتجاجا على القرارات الحكومية برفع سعر الدواء؟
BBC