ادرت بصري يمنة ويسري وألقيت نظرة فاحصة طويلة علي هذا المارد الجبار النائم الذي أبي أن يستيقظ من وهدة الرقاد ، ولعلني أبصر بما لم تبصرون به ، فأنا لست السامري ولا بموسي ولا هارون ، ولكنني أحاول كناقف حنظل أن أعرف وأن أصل الي اهم الأسباب التي اقعدت البلاد وافقرت العباد وأصابه كل مرافق الحياة في بلادي بالشلل وقيدت وكبلت هذا العملاق ومنعته من النهوض وجعلته يدمن النوم والرقاد ويستمرئ الخنوع والخمول والفشل .
ونحن لسنا في حاجة لتعداد طاقات وثروات البلاد ، فذلك لا يستعصي علي أحد ، فالأنهار وحدها تجري من تحته وتخرس الألسن وتلجم العقول ، والأراضي الخصبة الغنية الشاسعة الواسعة والمناخات المختلفة فحدث ولا حرج ، وما فوق الأرض وما تحتها من موارد وثروات فتلك قصة أخري .
أيها السيدات والسادة أنا لست مؤتمرا وطنيا ولا شعبيا ولا ختميا ولا أنصاريا ولا شيوعيا ولا بعثيا ، أنا فقط سوداني اعتز وافتخر بسودانيتي ابكي فرحا لإنتصار فريق قومي في كرة القدم واموت كمدا وحزنا عندما يمس كبرياء الوطن ، حزبي حزب كل مظلوم ومغبون وأقف إلي جانب كل مغلوب ومسحوق ، أحب وطني أيما حب ، أصفق لكل ناجح وأعزي كل مكلوم ، وأطأطأ هامتي إحتراما لكل قائد وزعيم يكون همه مثل همي وحبه للوطن مثل حبي .. ولا يهمني من سيحكم السودان ولكن يهمني كيف يحكم السودان بالعدل والمساواة أم بالظلم والمحاباة ؟
وقبل أن أسترسل دعوني أطرج سؤالا هاما ، لماذا العالم كله يتقدم ويتطور ونحن نتقهقر ونتخلف ونتأخر ؟ وأين تكمن المشكلة ؟
وسأختزل كل الأسباب والتي أعتبرها تداعيات لسبب واحد رئيس وهو التنافس بين النخب السياسية ولعبة القط والفأر ، وعسكر وحرامية والتي يمارسها الساسة في بلادي ، وهم المتهم الأول أنظمة ومعارضة الذين يتحملون وزر هذا الوطن ، ومخطئ من ظن يوما أن من يتحمل هذا الفشل دائرة سياسية واحدة ، فالكل قد ساهم بقدر ، وإن كان هنالك من تولي كبره …
فالحرب بين الأنظمة والمعارضة تضري دائما ، فمن كان علي سدة الحكم جعل كل همه أن يبقي فأنفق جل ميزانية الدولة علي الأمن والسلاح والحرب ومن كان في المعارضة تحالف مع ألد الأعداء للنيل من النظام والعودة لكراسي الحكم ، فتزداد الحرب ضراوة فتضرم فتطجننا كطحن الرحي تسفالها ، فيبقي هذا الشعب الطيب المسكين المغلوب علي أمره بين سندان النظام ومطرقة المعارضة يئن من الألم والجراح والنزيف ، ويدفع الوطن كل الوطن ويسدد من جيبه المقدود أصلا فواتير الحروب والحصار والدمار ، من قوت أطفاله وحبر وأقلام المدارس وحقن وحبوب وأمصال المشافي .
وعلي قول فرفور : في الحالتين أنا ضايع .
بفلم
أحمد بطران